ارتفاع أسعار النفط مع توقعات تراجع الإمدادات وشحن 51 مليون برميل للصين

في عالم الطاقة المتقلب، تتأرجح أسعار النفط باستمرار تحت تأثير عوامل متعددة تشمل السياسة والاقتصاد والطلب العالمي. خلال هذا الأسبوع، شهد السوق موجة من المكاسب مدفوعة بتقلبات الإمدادات، مخاوف العقوبات، وتوقعات زيادة السفر في موسم الصيف الحار.

على الرغم من مخاوف التضخم والاضطرابات الجيوسياسية، سجلت أسعار النفط ارتفاعات ملحوظة، حيث لعبت مؤشرات الإمداد والتوقعات المستقبلية للطلب العالمي دوراً محورياً في تعزيز ثقة السوق. هذه العوامل مجتمعة أعطت دفعة قوية للأسعار، وسط حالة من التذبذب والتقلب.

ارتفاع أسعار النفط ومؤشرات السوق

اختتمت تعاملات الأسبوع بارتفاع العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.72 دولار أو بنسبة 2.5%، ليصل سعر البرميل إلى 70.36 دولار. في المقابل، قفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.88 دولار أو 2.8% ليبلغ 68.45 دولار للبرميل. وعلى مدار الأسبوع، حقق خام برنت مكاسب بلغت 3%، فيما ارتفع الخام الأمريكي بنسبة 2.2%.

علاوة عقود سبتمبر لخام برنت

لوحظ تداول عقود سبتمبر من خام برنت بعلاوة 1.20 دولار عن أكتوبر، وهو مشهد نادر لم يظهر منذ جائحة 2020. يعزو الخبراء هذا الصعود إلى إشارات متضاربة في السوق، حيث أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى احتمال أن تكون إمدادات السوق العالمية أقل مما تظهره الأرقام الرسمية، خصوصاً مع نشاط مرتفع للمصافي لتلبية احتياجات الكهرباء والسفر خلال الصيف.

توقعات العرض والطلب وتأثيرها على السوق

رغم ضيق السوق الحالي، خفّضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب وزادت توقعات العرض، مما يفتح الباب لاحتمالية عودة فائض في الشهور القادمة. في الوقت نفسه، أعلنت روسيا التزامها بتعويض الفائض الإنتاجي خلال شهري أغسطس وسبتمبر، بينما تستعد السعودية لتصدير قرابة 51 مليون برميل إلى الصين في أغسطس، وهو أكبر شحن نفطي من المملكة للصين منذ أكثر من عامين.

ومع ذلك، لا يخلو أفق السوق من التحديات، حيث تشير تقارير منظمة أوبك إلى توقع تراجع نمو الطلب العالمي على النفط بين عامي 2026 و2029، نتيجة للتباطؤ الاقتصادي في الصين. داخلياً، جددت وزارة الطاقة السعودية التزام المملكة باتفاق الإنتاج الطوعي ضمن تحالف أوبك+.

وعلى الصعيد السياسي، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية قلق الأسواق، خاصةً مع توتر العلاقات بين واشنطن وموسكو بسبب الأزمة الأوكرانية، ما دفع أسعار النفط للتراجع بأكثر من 2% خلال إحدى جلسات الأسبوع.

رغم هذه التذبذبات، تظل أسعار النفط محاطة بتوقعات متشابكة تجمع بين التفاؤل الحذر والقلق المستمر من التقلبات الجيوسياسية والتغيرات الهيكلية في سوق الطاقة.