هل تعلم ماذا يحدث للجسم عند منع النشويات؟

مع تزايد شعبية الحميات الغذائية الحديثة، يلجأ الكثير من الأشخاص إلى تقليل أو منع استهلاك النشويات (الكربوهيدرات) بشكل كامل، ظنًا منهم أنها السبب الرئيس للسمنة. لكن، ماذا يحدث للجسم عند التوقف عن تناول النشويات؟ وهل هناك فوائد أو مخاطر صحية محتملة؟

النشويات تعد نوعًا من الكربوهيدرات المعقدة، وتشمل أطعمة مثل الخبز، والأرز، والمكرونة، والبطاطس، والحبوب. تعتبر هذه الأطعمة المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، حيث تتحول إلى جلوكوز يغذي الدماغ والعضلات.

ماذا يحدث للجسم عند منع النشويات؟

عند التوقف عن تناول النشويات، يلاحظ الشخص نقصًا سريعًا في الوزن. في البداية، يفقد الجسم كمية كبيرة من الماء المخزن، إذ يرتبط كل جرام من الجليكوجين الموجود في العضلات والكبد بنحو 3-4 جرامات من الماء. هذا يؤدي إلى فقدان كبير للوزن في الأيام الأولى، لكنه غالبًا ما يكون ماءً وليس دهونًا.

تحول الجسم إلى حالة الكيتوز

مع استمرار الامتناع عن النشويات، يبدأ الجسم في استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة عبر عملية تُعرف بالكيتوز. ينتج الكبد أجسامًا كيتونية لتعويض نقص الجلوكوز، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه حمية الكيتو.

اضطرابات في المزاج والوظائف العقلية

الجلوكوز هو المصدر الأساسي للطاقة بالنسبة للدماغ، وعند حرمانه من الكربوهيدرات، يشعر العديد من الأشخاص بالإرهاق الذهني، والتوتر، وقلة التركيز، مما يؤدي إلى اضطرابات في المزاج.

علاوة على ذلك، فإن الامتناع عن تناول النشويات قد يؤدي إلى الإمساك ومشاكل في الهضم. فالنشويات، خاصة المعقدة منها مثل الحبوب الكاملة، غنية بالألياف التي تحسن حركة الأمعاء. وعند إزالتها تمامًا من النظام الغذائي، قد يعاني البعض من مشكلات هضمية.

يُضاف إلى ذلك، أن إنتاج الأجسام الكيتونية قد يتسبب أحيانًا في ظهور رائحة فم غير محببة تشبه الأسيتون، ويشعر الشخص أيضًا بتعب عام، خاصة في بداية الامتناع.

أخيرًا، قد يؤدي الحرمان من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات إلى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن الهامة مثل فيتامينات “ب”، الحديد، والمغنيسيوم، خاصة إذا لم يتم تعويضها بشكل مدروس من خلال مصادر بديلة.