المنصة الوطنية لنوفّي تجمع 4 مليارات دولار تمويل ميسر في عامين ونصف

عُقد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FFD4) في مدينة إشبيلية الإسبانية، حيث استعرض المشاركون أبرز المبادرات والأدوات المبتكرة التي تهدف إلى إصلاح الهيكل المالي العالمي وتعزيز جهود التنمية المستدامة. وكان من بين النماذج البارزة التي تم تسليط الضوء عليها المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي»، التي تُعد مثالًا رائدًا على الجيل الجديد من المنصات الوطنية التي تدمج بين التنمية والاستثمار المناخي.

شهد المؤتمر إطلاق أكثر من 130 مبادرة ضمن «منصة إشبيلية للعمل»، والتي تضمنت جهودًا متعددة لتعزيز التنمية وتمويلها، مثل مبادرات مبادلة الديون مقابل التنمية واستثمارات تحويل الديون إلى مشاريع تنموية، بالإضافة إلى تأسيس منتدى لإدارة الديون بدعم من الأمم المتحدة وإسبانيا، مما يعكس التعاون الدولي في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي» كنموذج مبتكر

أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن منصة «نُوفّي» التي أطلقتها مصر في عام 2022 تمثل نموذجًا رائدًا استبق النداءات الدولية بتأسيس منصة وطنية تدمج بين جهود التنمية والعمل المناخي. تركز المنصة على حشد الاستثمارات المناخية في المجالات ذات الأولوية مثل المياه والغذاء والطاقة، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

نهج مبتكر في الحوكمة والتنسيق

تتبنى مصر منهجية مبتكرة في تصميم وتنفيذ أهداف منصة «نُوفّي» من خلال حوكمة محكمة وتنسيق مستمر مع مختلف الجهات الوطنية وشركاء التنمية. يتيح هذا النهج الاستفادة من القدرات النسبية لشركاء التنمية في المحاور الثلاثة للمنصة، مما يمكّن من تعظيم الاستفادة من الاستثمارات العامة والتمويلات التنموية الميسرة، إلى جانب آليات مبادلة الديون والمنح والاستثمارات الخاصة.

النجاحات التمويلية والمشروعات المنفذة

نجحت المنصة في حشد تمويلات ميسرة بقيمة 4 مليارات دولار خلال عامين ونصف، موجهة لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة بقدرة 4.2 جيجاوات، مما يدعم جهود مصر في التحول الأخضر ومجال الطاقة المتجددة. وتعكس هذه المشروعات الشراكات الفعالة بين الشركات المحلية والأجنبية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، والمؤسسات الدولية، والآليات التمويلية المبتكرة، بما يضمن التنفيذ الفعال وتحقيق الأهداف المرجوة.

تتبع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية نهج الشفافية في إدارة المنصة، حيث أطلقت تقرير المتابعة الثاني الذي يستعرض أداء المنصة ودورها في تعزيز جهود التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.

من جانب آخر، نشرت منصة The Conversation، إحدى أبرز المنصات الأكاديمية والإعلامية الدولية، مقالًا تحليليًا بقلم ريتشارد كالاند، أستاذ جامعة كامبريدج، بعنوان “التمويل الإنمائي في عالم ما بعد المساعدات: دور المنصات الوطنية”. تناول المقال أهمية المنصات الوطنية كأدوات تمويلية تنسق على المستوى الوطني لتوجيه تدفقات التمويل التنموي نحو أولويات واضحة، مع إبراز منصة «نُوفّي» كنموذج مبتكر في هذا المجال، خصوصًا في قطاعات المياه والغذاء والطاقة.

ويعد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية أول مؤتمر أممي شامل لمناقشة تمويل التنمية منذ عام 2015، ويهدف إلى إعادة تشكيل منظومة تمويل التنمية العالمية في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. ارتكز المؤتمر على مخرجات خطة عمل مؤتمر أديس أبابا 2015، وإعلان الدوحة 2008، وإجماع مونتيري 2002، بمشاركة أكثر من 15 ألف مشارك وعقد 470 فعالية، ما يعكس الأهمية الدولية لهذا الحدث في تعزيز التعاون والتنمية المستدامة.