أزاحت الجمهورية العربية السورية، يوم الخميس، الستار عن الرمز الوطني الجديد للدولة في حدث رسمي وشعبي كبير. خلال هذا الحدث، أعلن الرئيس أحمد الشرع أن “سوريا لا تقبل التجزئة”، في رسالة سياسية قوية تعكس تطلعات الشعب بعد نحو سبعة أشهر من إطاحة نظام بشار الأسد.
في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، تم الكشف عن الشعار الجديد للجمهورية، والذي يتضمن طائر العقاب الذهبي يتوج بثلاث نجوم حمراء. ووفقًا لبيان وزارة الإعلام، يرمز هذا الشعار إلى “تحرّر الشعب”، بينما تمثل الريشات الخمس التي تنسدل من ذيل الطائر المناطق الجغرافية الخمس في سوريا: الشمالية، الشرقية، الجنوبية، الغربية، والوسطى.
اقرأ كمان: كيفية ضبط تردد قناة بي بي سي العربية لمتابعة حرب إيران وإسرائيل 2025 على النايل سات
رمز الجمهورية الجديدة
يعود استخدام طائر العقاب كرمز للدولة السورية إلى عام 1945، لكن الرمز الجديد يأتي بتحديثات تعكس المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد. وفقًا للسلطات، يُعتبر هذا التجديد تجسيدًا للهوية الوطنية ويمثل خطوة نحو “الدولة الحديثة المنبثقة من إرادة الشعب”.
أكد الرئيس الشرع في كلمته أن “الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا الموحدة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها”. وأضاف أن الدولة الجديدة تقوم على “عقد وطني جديد يحدد العلاقة بين الدولة والشعب”.
احتفالات شعبية واسعة
في ساحة الجندي المجهول على جبل قاسيون، تجمع المئات لمتابعة المراسم، التي شملت عروضًا فلكلورية وظهورًا بارزًا للعلم السوري الجديد بألوانه الثلاثة: الأخضر، الأبيض، والأسود، الذي تتوسطه ثلاث نجوم حمراء. كما تم رفع الشاشات العملاقة وعزفت الموسيقى الوطنية وسط انتشار أمني كثيف.
شهدت عدة مدن سورية أخرى، مثل حلب، احتفالات مماثلة شارك فيها آلاف المواطنين، مما يعكس دعمًا جماهيريًا واسعًا للرمز الجديد والمرحلة السياسية التي دخلت فيها البلاد.
خطوات انتقالية
منذ إزاحة بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، أطلق الرئيس الشرع سلسلة خطوات لإدارة المرحلة الانتقالية، بدءًا بحل مجلس الشعب السابق، ثم توقيع إعلان دستوري يحدد ملامح المرحلة الانتقالية الممتدة لخمس سنوات، وتشكيل حكومة انتقالية تتولى تنفيذ برامج الإصلاح وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة.
شوف كمان: المؤثرة التركية نيهال جاندان تفارق الحياة بسبب فقدان الشهية العصبي
يرى مراقبون أن تدشين الرمز الجديد يشكل نقطة تحول رمزية في مسار استعادة الدولة السورية لسيادتها ومؤسساتها بعد أكثر من عقد من الحرب والانقسام.