في خطوة غير مسبوقة، أعلنت روسيا يوم الخميس اعترافها الرسمي بحكومة حركة طالبان في أفغانستان، لتكون بذلك أول دولة تتخذ هذا القرار منذ أن استولت الحركة على كابول في عام 2021، وفقًا لما ذكرته وكالات الأنباء الروسية.
وأكد زامير كابولوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أفغانستان، لوكالة “ريا نوفوستي” الحكومية: “تم الاعتراف”، مشددًا على أهمية هذا القرار. كما أكدت وزارة الخارجية الروسية الخبر لوكالة “تاس”، مما يضفي طابعًا رسميًا ودبلوماسيًا على الخطوة.
شوف كمان: إسرائيل تستهدف سفينة استخباراتية تابعة للحرس الثوري
ترحيب أفغاني: “قرار شجاع”
استقبلت حكومة طالبان هذه الخطوة الروسية بترحاب، معتبرةً إياها تطورًا مهمًا نحو كسر العزلة الدولية. وأشار وزير الخارجية في حكومة طالبان، أمير خان متقي، خلال لقائه مع السفير الروسي في كابول، دميتري زيرنوف، إلى أن “هذا القرار الشجاع سيكون مثالًا للآخرين، والآن بعد أن بدأت عملية الاعتراف، كانت روسيا السباقة”.
اقرأ كمان: أردوغان يوضح الحل الفريد لوقف حرب إيران وإسرائيل
ردود الفعل على الاعتراف الروسي
وقد تم نشر مقطع فيديو يوثق الاجتماع عبر منصة “إكس”، حيث أظهر تعبيرات الارتياح والفرح من جانب طالبان إزاء هذا التطور.
تحديات الاعتراف الدولي
جاء الاعتراف الروسي بعد نحو ثلاث سنوات من انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان في أغسطس 2021، والذي أعقبه سقوط كابول في أيدي طالبان وإعلان تشكيل حكومة تحت اسم “إمارة أفغانستان الإسلامية”. ورغم هذا الواقع، لم تحظَ حكومة طالبان باعتراف دولي رسمي حتى الآن، إذ تشترط معظم دول العالم احترام حقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء، إلى جانب المطالبة بتشكيل حكومة شاملة تضم مختلف الأطياف الأفغانية.
قيادة متشددة وعزلة مستمرة
تخضع أفغانستان حاليًا لقيادة هبة الله أخوند زاده، زعيم طالبان، الذي يدير البلاد من خلال مجلس وزراء يتكون بالكامل من قيادات الحركة، دون تمثيل لنساء أو للأقليات العرقية والسياسية. هذا الوضع يثير انتقادات دولية واسعة، ويعد من أبرز أسباب غياب الاعتراف الدولي.