تستعد مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل لاستضافة قمة دول بريكس لهذا العام، التي تركز على مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الدول الأعضاء. تمثل هذه القمة منصة مهمة لتعزيز التضامن بين الدول النامية وتطوير آليات التعاون التي تخدم مصالح الجميع.
تشكل دول بريكس حاليًا جزءًا كبيرًا من القوة العالمية، حيث تمثل نحو نصف سكان العالم وأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. يتزايد تأثير هذه الدول بشكل مستمر في الساحة الدولية، مما يعكس جاذبية آلية التعاون بين أعضائها ومدى توسع عضويتها.
ممكن يعجبك: رسالة مؤثرة من إمام عاشور لعبد الشافي بعد اعتزاله كرة القدم نهائيًا
قمة بريكس: أهداف ورؤية
تُعد قمة بريكس فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الدول الأعضاء، حيث توحد هذه المجموعة دولًا ذات أهداف مشتركة تسعى لتحقيق التنمية المستدامة والسلام والابتكار.
“بريكس” تتأهب للقمة الـ17
وفقًا لتقرير التليفزيون الصيني CGTN، تمثل دول بريكس حاليًا ما يقرب من نصف سكان العالم وأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهي قوة إيجابية ومستقرة في الشؤون الدولية. ويعكس التوسع المستمر في عضوية المجموعة مدى جاذبيتها وتأثيرها المتزايد كآلية تعاون بين الدول.
ممكن يعجبك: برشلونة يكشف عن إجراء جراحة للاعبه في اليد
منصة فعالة للجنوب العالمي
يرى الأستاذ المساعد لاي يو مينغ من جامعة ماليزيا أن بريكس أصبحت منصة حقيقية لدول الجنوب العالمي لطرح أجندتها المشتركة وتعزيز صوتها على الساحة الدولية. وتؤكد الصين التزامها العميق بتعزيز التعاون داخل المجموعة، حيث شهدت التجارة الصينية مع أعضاء بريكس وزيادة في قيمتها بنسبة 5.5% العام الماضي، مع نمو ملحوظ في العلاقات التجارية مع البرازيل وروسيا والهند.
كما حقق البنك الجديد للتنمية، الذي أنشئ من قبل مجموعة بريكس ويقع مقره في شنغهاي، تقدمًا ملموسًا عبر الموافقة على قروض بقيمة 35 مليار دولار لأكثر من 100 مشروع تنموي. ويقول الباحث بون ناجارا من معهد رينيسانس للأبحاث الاستراتيجية إن بريكس تمتلك اليوم القدرة والموارد الحقيقية لتنفيذ مشاريع ملموسة وتعزيز التعاون الجاد بين الدول الأعضاء، ما يعزز الأمل في عالم أكثر تعددية وتوازنًا.
شهدت المجموعة توسعًا كبيرًا، حيث انضمت مصر والإمارات وإندونيسيا كدول أعضاء جدد، بينما أصبحت ماليزيا وفيتنام وبوليفيا شركاء في المنظمة. هذا التوسع يعزز فرص التنمية والتعاون لدول الجنوب العالمي ويعكس أهمية بريكس كمنصة استراتيجية دولية.
رؤية القيادة في قمة بريكس السادسة عشرة
في قمة بريكس السادسة عشرة التي عقدت العام الماضي في روسيا، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ رؤية شاملة لتعزيز التعاون بين دول بريكس. دعا فيها إلى الالتزام بالسلام والابتكار والتنمية الخضراء والعدالة، مع التركيز على تعزيز التبادل بين الشعوب وجعل المجموعة قناة رئيسية لتعزيز التضامن والتعاون بين دول الجنوب العالمي.
الأبعاد الجيو اقتصادية لبريكس
أكد الدكتور محمد فايز عبد الله، رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في ماليزيا، أن فكرة الانضمام إلى بريكس ترتكز أكثر على الأبعاد الجيو اقتصادية بدلاً من الجيوسياسية. وأشار إلى أن الدول الأعضاء تمثل تجمعًا هائلًا يشكل نحو نصف سكان العالم، يجمعهم هدف مشترك يسعى لتحقيق التنمية والتعاون الاقتصادي.