أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا لدعم مؤسساتها البحثية والطبية المتخصصة. يهدف هذا الدعم إلى تعزيز البحث العلمي التطبيقي لخدمة المجتمع، وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أشاد الوزير بالدور المتزايد لمعهد تيودور بلهارس للأبحاث كمؤسسة رائدة في مجالات أمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المتوطنة، مما يجعله منصة وطنية للابتكار وتكامل البحث العلمي مع التطبيق العملي.
في هذا الإطار، أشار الدكتور أحمد عبد العزيز، القائم بأعمال مدير المعهد، إلى أن العام المالي 2024/2025 شهد نشاطًا متميزًا للمعهد على كافة الأصعدة، بما في ذلك الشراكات الدولية والتوسع البحثي والتطور المؤسسي. كما تم تقديم خدمات طبية وتعليمية عالية الجودة، مما عزز من مكانة المعهد كمركز وطني مرجعي متعدد التخصصات، يعمل في بيئة تحفز الإبداع والتكامل.
مواضيع مشابهة: موعد صرف مساعدات تكافل وكرامة لشهر يونيو مع الزيادة الجديدة
التعاون الدولي والبحث العلمي
على صعيد التعاون الدولي، أبرم المعهد عددًا من البروتوكولات العلمية مع مؤسسات مرموقة حول العالم، مثل جامعة كانازاوا وجامعة كيوشو في اليابان، والجمعية اليابانية لتعزيز العلوم (JSPS)، والمعهد القومي للأمراض الطفيلية في الصين، وجامعة باريس سيتيه ومستشفى بوجون في فرنسا. كما تم توسيع الشراكات المحلية مع جامعات الأزهر والقاهرة والفيوم والمنوفية ومدينة الأبحاث العلمية، وهيئة الاستشعار عن بُعد، ومركز بحوث الفلزات، بهدف تبادل الباحثين وتطوير الأبحاث التطبيقية.
مكافحة الأمراض المتوطنة
في مجال مكافحة الأمراض المتوطنة، تم تجديد اعتماد شعبة المناعة وتقييم العلاج كمركز تعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) لمكافحة البلهارسيا. كما انضم مركز تميز بنك العينات الحيوية إلى شبكة BCNet التابعة للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، مما يعكس التزام المعهد بالمعايير الدولية في إدارة الأبحاث الحيوية.
اقرأ كمان: هبوط جنونى USD/EGP سعر الدولار اليوم في السوق السوداء بمصر الثلاثاء 3-6-2025 هل تستمر موجة الإنخفاض
التصنيفات والإنجازات الأكاديمية
على صعيد التصنيفات، تقدم المعهد إلى المركز 35 على مؤشر سيماجو (Scimago) لعام 2024 بين 322 مركزًا بحثيًا من 22 دولة، مقارنة بالمركز 40 في العام السابق، مما يؤكد جودة ناتجه العلمي ومساهمته في مجالات التنمية المستدامة. أكاديميًا، احتفل المعهد بتخريج الدفعة الرابعة من طالبات المعهد الفني للتمريض، واللاتي تم تعيينهن للعمل مباشرة بالمستشفى، كما حققن المركز الثاني على مستوى محافظة الجيزة، مما يعكس كفاءة البرامج التعليمية والتدريبية المقدمة داخل المعهد.
وفي الإطار الخدمي، أطلق المعهد عدة وحدات طبية متقدمة، منها وحدة التغذية العلاجية، وعيادة العلاج البيولوجي لمرضى الأمعاء المناعي، وداء كرون والقولون التقرحي، والتي تُعد الأولى من نوعها بالمراكز البحثية المصرية. فضلًا عن وحدة منظار المثانة المرن، وخدمة رفع دعامة الحالب بالمنظار تحت التخدير الموضعي، إلى جانب تطوير وحدة تشخيص مبكر مزودة بأدوات متابعة دقيقة، مما يعزز من جودة الرعاية الصحية المتكاملة.
كما نظم المعهد سلسلة من الفعاليات العلمية، من أبرزها المؤتمر السنوي “الابتكار في البحث العلمي والممارسات الطبية”، والنسخة السادسة من مؤتمر الجهاز الهضمي والكبد، وورش متخصصة في الكيمياء الحيوية، التشخيص الجزيئي، الرخويات الطبية، المياه العذبة، والبث الحي للعمليات الجراحية. يستعد المعهد حاليًا لاستضافة النسخة الثالثة عشرة من الملتقى المصري الفرنسي لأمراض الكبد والجهاز الهضمي بالتعاون مع مؤسسات علمية فرنسية.
وشارك المعهد بفعالية في ملتقى الصناعة الدولي، حيث عرض نماذج تطبيقية في التكنولوجيا الحيوية والمنتجات الطبية والصيدلانية، تعزيزًا لربط البحث العلمي بالصناعة وتحفيزًا للتنمية الاقتصادية القائمة على المعرفة.
وفي إطار التحول الرقمي، أطلق المعهد بوابته الإلكترونية الجديدة التي تتيح خدمات متكاملة للباحثين والطلاب والمرضى، منها إدارة المشاريع، التدريب، التسجيل الأكاديمي، وحجز الخدمات الطبية إلكترونيًا، مما يدعم الحوكمة الذكية والشفافية المؤسسية.
كما نفذ المعهد دورات متخصصة مثل “Meet & Ask the Expert”، وورش تدريبية في جراحات الليزر، الفتق، البروستاتا، القنوات المرارية، إلى جانب برامج في التحليل النسيجي، PCR، النانونية، التشخيص البيئي، وكتابة المقترحات البحثية، دعمًا لبناء قدرات الباحثين.
واهتم المعهد بالقضايا البيئية والصحية المعاصرة، من خلال تنظيم ندوات حول التغيرات المناخية، جدري القرود، وأخلاقيات البحوث الطبية، إلى جانب استضافة وفود بحثية من العراق والسودان، وتنفيذ برامج تدريبية لطلاب الجامعات المصرية، منها جامعة الجلالة.
وفي ضوء رؤية مصر 2030، انضم المعهد لمبادرة “تحالف وتنمية” كشريك فاعل في ربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع، وتطوير حلول تشخيصية مبتكرة للأمراض المتوطنة.
في مجال دعم الابتكار وريادة الأعمال، نظم المعهد ورشًا متخصصة ضمن مبادرة “الابتكار وريادة الأعمال”، والتي تهدف إلى تأهيل الباحثين لتحويل مخرجاتهم العلمية إلى منتجات قابلة للتسويق وتعزيز ثقافة التمويل الذاتي.
إداريًا، نظم المعهد دورات في التعاقدات الحكومية، إدارة المخازن، إعداد تقارير تقويم الأداء، وترشيد الإنفاق، مما يُسهم في تطوير الكفاءة المؤسسية وتحقيق معايير الإدارة الرشيدة.
وعلى المستوى المجتمعي، أطلق المعهد عدة مبادرات توعوية عبر المنصات الرقمية، منها “صوموا تصحوا”، “العيد صحة”، “صحتك بالدنيا”، وسلسلة “العلم للجميع”، والتي هدفت إلى نشر الوعي الصحي والعلمي بشكل مبسط، ولاقت تفاعلًا واسعًا من الجمهور.
ويحظى المعهد باهتمام دولي متزايد، حيث استقبل خلال هذا العام سفراء من ألمانيا، فرنسا، واليابان، ووفودًا علمية من سفارات ومنظمات دولية. كما استضاف خبراء طبيين دوليين لتنفيذ عمليات جراحية متقدمة بالتعاون مع الكوادر المصرية، مما يُسهم في نقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتعميق الشراكات الدولية.