تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء، الموافق 24 بؤونة وفقًا للتقويم القبطي، بذكرى استشهاد القديس الأنبا موسى الأسود.
تعتبر هذه الذكرى فرصة لتأمل حياة القديس موسى، الذي تحول من شخص كان يعيش حياة بعيدة عن الإيمان إلى قديس يُحتذى به. تُظهر قصته قوة التوبة وأثرها العميق على النفس البشرية.
مقال له علاقة: مدبولي يؤكد أن مشروع جريان يمثل تحولًا نوعيًا في مستقبل المدن الذكية المستدامة
الأنبا موسى القوي
وفقًا لكتاب السنكسار الكنسي، الذي يسجل سير الآباء الشهداء والقديسين، فقد استشهد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود في مثل هذا اليوم من سنة 123 للشهداء (407م).
بدايات حياة القديس موسى
وُلِدَ الأنبا موسى في إثيوبيا عام 332م. في شبابه، كان عبداً لإنسان يعبد الشمس، وعُرف بقوته الجسدية، حيث كان كثير الأكل والشرب، وكان له سلوك عنيف، مما جعله يهرب من سيده ليصبح قائدًا لعصابة لصوص.
اقرأ كمان: قفزات تاريخية للفضة هل تقترب من 50 دولارًا؟
تحول موسى إلى الإيمان
بدأت أولى خطوات توبته عندما كان يخاطب الشمس قائلاً: “إن كنت أنت الإله، فعرفيني”. سمع عن رهبان برية شيهيت الذين يعرفون الله، فقرر الذهاب إليهم. التقى بالقديس إيسوذوروس، الذي طمأنه وأخذه إلى القديس مكاريوس الكبير، حيث آمن وعُمِّد، وبدأ حياته الروحية القوية.
واجه القديس موسى تحديات كثيرة، حيث كان الشيطان يحاربه بخطاياه السابقة، ولكنه كان يعود إلى معلمه القديس إيسوذوروس ليحصل على الدعم والتشجيع. كان يحب خدمة الآخرين، حيث كان يملأ جرار الماء لشيوخ الدير.
مع مرور الوقت، تعرض موسى لمرض نتيجة هجوم الشيطان عليه، لكنه زاد في نسكه وعبادته حتى نال نعمة الله. في إحدى المرات، اجتمع حوله خمسمائة أخ، وعندما أراد الأب البطريرك رسمه قسًا، أظهر موسى تواضعه، مما أدى إلى رسمه قسًا بعد ذلك.
عندما هجم البربر على الدير في عام 407م، قال للآخرين: “من شاء منكم أن يهرب فليهرب”، لكنه اختار مواجهة مصيره، واستُشهد مع سبعة إخوة. يُظهر هذا الموقف قوة إيمانه وثباته.
تأملوا في قوة التوبة وكيف استطاعت أن تحول حياة موسى من قاتل وزانٍ إلى راهب وقديس عظيم. يُحتفظ بجسده الطاهر مع جسد معلمه القديس إيسوذوروس في دير البرموس بوادي النطرون.
ما هو كتاب السنكسار
يحتوي كتاب السنكسار على سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
يتكون السنكسار من ثلاثة عشر شهرًا، حيث يحتوي كل شهر على 30 يومًا، ويُضاف إليه شهر صغير يُطلق عليه اسم “نسيء”. يعتمد التقويم القبطي على دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
يُعتبر السنكسار، وفقًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشابهًا للكتاب المقدس في عدم إخفاء عيوب البعض، بل يذكر ضعفاتهم وخطاياهم لأخذ العبرة والدروس من تجاربهم عبر التاريخ.
نشر المركز الإعلامي للكنيسة القبطية لمحات عن حياة القديس.