أسباب شعورك بالدوخة عند استخدام السيارات الكهربائية وكيفية تفسيرها علمياً

رغم المزايا العديدة التي تقدمها السيارات الكهربائية من راحة وسلاسة وهدوء أثناء القيادة، بدأت تظهر شكاوى من الركاب، خصوصًا أولئك الذين يجلسون في المقاعد الخلفية، بشأن شعورهم بدوار الحركة. هذه الظاهرة تثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه السيارات الحديثة على تجربة الركوب.

تشير العديد من التقارير على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن بعض الركاب يشعرون بالغثيان حتى في الرحلات القصيرة. فهل تعتبر هذه مشكلة حقيقية؟ الإجابة: نعم، وهذا ما تؤكده الأبحاث العلمية.

السيارات الكهربائية تغير تجربة الركوب

على عكس السيارات التقليدية التي تعمل بمحركات البنزين، تعتمد السيارات الكهربائية على محركات توفر عزمًا فوريًا عند الضغط على دواسة الوقود. ورغم أن هذه الخاصية مثيرة للإعجاب، إلا أنها تؤدي إلى تغيرات مفاجئة في التسارع قد تكون مربكة للركاب، خاصة أولئك الذين يجلسون في المقاعد الخلفية حيث لا يمكنهم رؤية الطريق بوضوح.

تحديات التحكم في دواسة التسارع

إذا انتقل السائق حديثًا من سيارة تقليدية إلى كهربائية، فقد يجد صعوبة في التحكم بدقة في دواسة التسارع. وهذا قد يؤدي إلى تذبذب في السرعة، مما يزيد من احتمالية شعور الركاب بالغثيان. ينصح الخبراء في هذه الحالة باستخدام “وضع القيادة الاقتصادية”، الذي يقلل من استجابة السيارة لدواسة الوقود، مما يجعل القيادة أكثر سلاسة.

الكبح المتجدد: المسبب الخفي للغثيان

تعتبر خاصية الكبح المتجدد، التي تعيد الطاقة إلى البطارية أثناء التباطؤ، واحدة من أهم مزايا السيارات الكهربائية. لكنها، في الوقت نفسه، تخلق تباطؤًا مفاجئًا عند رفع السائق قدمه عن دواسة الوقود. وفي حالة استخدام “وضع الدواسة الواحدة”، تبدأ السيارة بالفرملة تلقائيًا، مما يؤدي إلى إحساس غير معتاد بالتوقف التدريجي، وهو ما قد يتسبب في شعور الركاب بالغثيان.

الدماغ يفتقد الإشارات المألوفة

جزء من المشكلة يعود إلى أن عقولنا معتادة على مؤثرات حسية معينة أثناء التنقل، مثل الاهتزازات، وصوت المحرك، وحتى روائح الوقود، وهي إشارات غائبة في السيارات الكهربائية الهادئة. غياب هذه “المؤثرات المرجعية” يفقد الجسم توازنه الحسي ويزيد من فرص دوار الحركة، حتى لو كانت السيارة تسير بسلاسة.

يُنصح السائقون الجدد بالتمهل وتجنب التسارع أو التباطؤ المفاجئ. ومن الأفضل للركاب الذين يعانون من دوار الحركة الجلوس في المقاعد الأمامية أو النظر عبر النوافذ إلى نقطة ثابتة في الأفق. قد يساعد تفعيل الوضع الاقتصادي للقيادة في تقليل آثار التسارع المفاجئ.

في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى أدوية خفيفة مضادة لدوار الحركة عند الضرورة. تمثل السيارات الكهربائية مستقبل التنقل، ولكن طبيعتها الخاصة تُعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع السيارة. وبينما تقدم تجربة قيادة محسنة من نواحٍ عديدة، إلا أنها أيضًا تطرح تحديات جديدة على الركاب، خاصة أولئك الذين لم يعتادوا بعد على غياب الضوضاء والاهتزازات.