قفزة غير متوقعة لمحمد السعداوى الرئيس التنفيذى «للقابضة للصناعات المعدنية»: أرباح 12 مليار جنيه و21% نمو في التصدير

كشف المهندس محمد السعداوي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة القابضة للصناعات المعدنية، عن مؤشرات إيجابية للتطوير في شركات الصناعات المعدنية التابعة لها. وأوضح أن الشركة القابضة، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، تمر الآن بمرحلة غير مسبوقة من التطوير وإعادة الهيكلة، تماشياً مع توجه الدولة لتعظيم القيمة المضافة للصناعات الوطنية، واستغلال الأصول بشكل أمثل، وتحقيق الاستدامة المالية والتشغيلية.

وأشار السعداوي إلى أبرز ملامح خطة التطوير التي تتضمن تحسين مؤشرات الأداء، وفتح فرص استثمارية جديدة، وتحولات إدارية تهدف إلى خلق نموذج جديد للصناعة الوطنية يرتكز على التنافسية والكفاءة. كما أكد على إحياء الكيانات الصناعية التاريخية مثل شركة النصر للسيارات، وتوسيع نطاق التصدير، وتبني استراتيجيات التوطين الصناعي، إلى جانب التوجه القوي نحو التحول الأخضر من خلال مشروعات الطاقة النظيفة. وأضاف أن معدلات الربحية والصادرات شهدت أرقاماً غير مسبوقة، مشيراً إلى الدور المحوري للشراكة بين القطاعين العام والخاص في بناء مستقبل صناعي أكثر استدامة وقدرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً.

استراتيجية الشركة القابضة للصناعات المعدنية

تعتمد الشركة القابضة على استراتيجية متكاملة تسير وفقاً لتوجيهات الدولة لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وتطوير الصناعات التحويلية، مع التركيز على التوسع في الصادرات الصناعية وتحقيق التنمية المستدامة من خلال شراكات فعالة مع القطاع الخاص. ترتكز الاستراتيجية الحالية على أربعة محاور رئيسية: المحور المالي، ومحور أصحاب المصلحة، ومحور التعلم والنمو، ومحور تطوير العمليات. وتهدف هذه المحاور إلى تحقيق تحول نوعي في أداء الشركات التابعة ورفع كفاءتها التنافسية.

المحور المالي وأولوياته

يأتي المحور المالي في مقدمة أولويات المرحلة الحالية، حيث يتم العمل على زيادة الإيرادات وتعظيم الاستفادة من الأصول إلى جانب تعزيز الحوكمة المالية. كما تستهدف الشركة رفع الفائض النقدي وتوسيع فرص التصدير لدعم الميزان التجاري. تشمل الخطة إعادة هيكلة الشركات الخاسرة، تحديث خطوط الإنتاج، والتوسع في المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص. كما تسعى الشركة لتحويل الكيانات ذات الاستهلاك الكبير للطاقة إلى كيانات أكثر كفاءة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، مع التركيز على الصناعات المغذية والتكامل الصناعي.

أداء الشركة خلال العام المالي 2023/2024

منذ توليه قيادة الشركة القابضة في 2020، تمكن المهندس السعداوي من تحقيق تحول جذري في الأداء المالي للشركة. ففي بداية فترة قيادته، كانت الشركة تحقق صافي خسارة بلغ 3.5 مليار جنيه، إلا أن خطة الإصلاح الشاملة التي تم تطبيقها أسفرت عن تحقيق أرباح قاربت 12 مليار جنيه في العام المالي 2023/2024 مقارنة بـ7 مليارات جنيه في العام السابق. وبلغت إيرادات النشاط الجاري حوالي 47 مليار جنيه بنهاية 2024، مع نمو في التصدير تجاوز 21% سنويًا، مما يعكس الأثر المباشر لجهود التطوير والاستثمار في الأصول.

أداء الصادرات ومشروعات التطوير في مصر للألومنيوم

بلغ إجمالي صادرات الشركة القابضة نحو 600 مليون دولار خلال العام المالي الحالي، منها 452 مليون دولار من شركة مصر للألومنيوم التي حققت إيرادات 21.5 مليار جنيه في النصف الأول من العام المالي، و14.1 مليار جنيه من الصادرات، ليصل إجمالي صادراتها خلال 18 شهراً إلى 30 مليار جنيه.

مشروعات تطوير مصر للألومنيوم

من أبرز المشروعات التطويرية إعادة تأهيل المصهر الحالي بطاقة إنتاجية تصل إلى 310 آلاف طن سنويًا حتى عام 2045، بتكلفة استثمارية تبلغ 250 مليون دولار. بدأ التنفيذ الفعلي في يناير الماضي وسيستمر لمدة خمس سنوات، مع تحديث التكنولوجيا لرفع كفاءة التشغيل، خفض استهلاك الطاقة، وتقليل الانبعاثات بما يتوافق مع المعايير البيئية الدولية. كما تم الاتفاق مع شركة «سكاتك» النرويجية لإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميجاوات بهدف تقليل تكلفة الطاقة وتحقيق توافق بيئي عالمي. بالإضافة إلى مشروع ماكينة السلك الذي يهدف لإنتاج 60 ألف طن سنويًا من الأسلاك، باستثمار 16 مليون دولار، ومن المتوقع بدء الإنتاج بنهاية يونيو 2025.

مشروع الطاقة المتجددة مع شركة سكاتك

تم توقيع اتفاق مع شركة سكاتك النرويجية لشراء الطاقة النظيفة بنظام PPA، حيث تقوم الشركة بإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1000 ميجاوات تُنفذ على مرحلتين، كل مرحلة بقدرة 500 ميجاوات. ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى في يونيو 2026 والثانية في ديسمبر من نفس العام، مع مدة تعاقد تمتد لـ25 سنة من تاريخ بدء التشغيل. يسهم هذا المشروع بشكل مباشر في تقليل تكاليف الطاقة لمصانع الألومنيوم، تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية، وتحقيق الاستدامة البيئية بما يتماشى مع أهداف الدولة في التحول نحو الطاقة النظيفة.

مستقبل الصناعات المعدنية ودور الشراكات

ترى الشركة القابضة أن هناك فرصة ذهبية لتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للصناعات المعدنية، لا سيما في ظل تقلبات سلاسل التوريد العالمية. وتعمل على تعميق التصنيع المحلي وزيادة المحتوى المصري في المنتجات، ما يتطلب استثمارات مشتركة مع كيانات عالمية. وتجرى مفاوضات حالية مع شركاء أوروبيين وآسيويين في مجالات الحديد السبائكي والنحاس عالي النقاء.

حتى 31 مارس الماضي، ساهمت الشركة القابضة بحوالي 70% من صادرات وزارة قطاع الأعمال العام، مما يعكس دورها المحوري في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسية القطاع الصناعي.

تطور مشروع إحياء شركة النصر للسيارات

تسير أعمال إحياء شركة النصر للسيارات وفق الجدول الزمني المخطط، حيث تم الانتهاء من تأهيل مصنع الأتوبيسات بنسبة 100%، وأُنتج أول أتوبيس في أكتوبر 2024. تم تسليم 100 أتوبيس حتى نهاية أبريل 2025، ومن المقرر تسليم 50 أتوبيساً أخرى لوزارة النقل بحلول سبتمبر 2025. حالياً، يجري تأهيل مصنعَي السيارات الملاكي مع استيراد خطوط إنتاج حديثة. وقد تم تنفيذ خطة طموحة لإعادة شركة النصر إلى مكانتها الرائدة بدعم من القيادة السياسية ووزارة قطاع الأعمال. كما نجحت الشركة في إبرام عقود مع وزارة النقل وشركة مصر للسياحة لتوريد الحافلات الجديدة، ويتوقع بدء إنتاج السيارات الملاكي خلال شهر يوليو المقبل. كما أعلن عن إنتاج سيارة فاخرة بأسعار مناسبة تحمل علامة النصر، بالإضافة إلى تصنيع علامات تجارية عالمية لصالح جهات أخرى.

مشروع ترخيص منجم البوكسيت في غينيا

يهدف المشروع إلى توطين صناعة الألومنيا، المكون الأساسي للألومنيوم، بدلاً من استيراده، من خلال الحصول على ترخيص مناجم في غينيا. وتسعى الشركة إلى شراكة استراتيجية مع مستثمر دولي، ما سيوفر نحو 3 مليارات دولار في تكاليف الإنتاج.

تعظيم القيمة المضافة للخام التعدينية

تعمل الشركة على رفع تركيز خام الفوسفات وإنتاج مشتقاته الصناعية مثل حمض الفوسفوريك والأسمدة الفوسفاتية، بالتعاون مع شركاء من القطاعين المحلي والدولي. كما يتم تأسيس شركة جديدة مع شركة هندية وشركاء من القطاع الخاص لرفع تركيز الفوسفات وإنتاج مشتقات صناعية عالية القيمة، حيث يجري حالياً إعداد الدراسات الفنية والاقتصادية للمشروع.

الاستفادة من الرمال الزجاجية والكوارتز

تتضمن خطة الشركة الاستفادة من ثروات مصر الطبيعية مثل الرمال الزجاجية والكوارتز عالي النقاء بنسبة تصل إلى 99.9%. تستخدم هذه الخامات في صناعة السبائك الحديدية، وكذلك في صناعات متقدمة كصناعة الزجاج، السيراميك، والإلكترونيات. وتعمل الشركة على تحديث خطوط إنتاج السبائك الحديدية لزيادة القيمة المضافة وتحقيق جودة عالمية، من خلال تطوير التكنولوجيا وإنشاء وحدات للبحث والتطوير لتعزيز القدرة التنافسية وزيادة الصادرات وفتح أسواق جديدة.

تطوير خطوط إنتاج السبائك الحديدية

تُعد شركة المصرية للسبائك الحديدية من الشركات الرائدة التي تصدر أكثر من 70% من إنتاجها، وتتمتع بعقود طويلة الأمد مع دول مثل اليابان. وتعمل الشركة على بناء فرن جديد بطاقة إنتاجية 15 ألف طن سنويًا في منطقة التوسعات بمدينة إدفو، ضمن خطة تطوير شاملة تشمل تحديث المعدات ورفع كفاءة التشغيل. كما تجرى مفاوضات مع مستثمرين من أستراليا وسلوفاكيا للمشاركة في التمويل والتكنولوجيا، ومن المتوقع توقيع العقود قريباً.

خطة تطوير شركة الإسكندرية للحراريات

تستعد شركة الإسكندرية للحراريات لتنفيذ مشروع استثماري جديد لإنتاج الحراريات القاعدية، وهي مكونات صناعية أساسية تستخدم في الصناعات المعدنية والكيميائية وتعد من المنتجات ذات القيمة الاستراتيجية العالية. تبلغ تكلفة المشروع الاستثمارية حوالي 50 مليون دولار، ويستهدف الوصول بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف طن سنوياً خلال ثلاث سنوات، مما يعزز قدرات الشركة ويقلل الاعتماد على الواردات.

الرؤية المستقبلية وتأثير الخطط على الاقتصاد الوطني

تتماشى رؤية الشركة القابضة مع توجيهات الدولة لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، حيث تركز على تطوير البنية التحتية الصناعية، التوسع في الطاقة النظيفة، توطين الصناعات الاستراتيجية، وخفض فاتورة الاستيراد. كما تولي أهمية لتدريب الكوادر، إدخال التكنولوجيا الحديثة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الخام مثل الألومنيا والفوسفات، مع فتح آفاق جديدة للتصدير. الهدف هو إعادة مصر إلى ريادتها الصناعية في المنطقة، وتحويلها إلى مركز إقليمي للصناعات المعدنية والتحويلية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

تعكس هذه المشروعات الطموحة جهود تعظيم القيمة المضافة، تقليل الاستيراد، زيادة الصادرات، وخلق فرص عمل جديدة، بما يدعم توجه الدولة نحو التنمية المستدامة ويعزز مكانة مصر كمركز صناعي إقليمي.

طموحات الشركة القابضة في السنوات المقبلة

تطمح الشركة القابضة لأن تتحول إلى كيان صناعي مرن وقوي ومربح، يساهم بفعالية في الناتج الصناعي والصادرات، ويوفر فرص عمل تتناسب مع الكفاءات المحلية. تسعى لأن تكون نموذجاً في إعادة بناء الصناعة الوطنية على أسس تنافسية ومنفتحة على الشراكات، تخدم الاقتصاد الوطني.

دور الشراكات مع القطاع الخاص

تلعب الشراكات مع القطاع الخاص، سواء المحلي أو الدولي، دوراً محورياً في تنفيذ خطة الاستثمار والتطوير. تركز الشركة على جلب التكنولوجيا، التمويل، والخبرات الإدارية من الشركاء لتعزيز قدرات الشركات التابعة. وتضم نماذج ناجحة مثل الشراكة مع شركة سكاتك في مجال الطاقة الشمسية، وشراكات مرتقبة في مجالات البوكسيت، الفوسفات، والسبائك. هذه الشراكات تسرع وتيرة الإنجاز، تعزز التنافسية، وتخلق بيئة صناعية مستدامة وفعالة.