في تحول ملحوظ في اللهجة الإيرانية بشأن البرنامج النووي، أعلن أمير سعيد إيرواني، مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، استعداد طهران للنظر في إمكانية نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج، في حال تم التوصل إلى اتفاق جديد مع القوى الدولية.
وأكد إيرواني في مقابلة له أن إيران ملتزمة بحقوقها الكاملة بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مشددًا على أن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية هو حق سيادي لكل دولة موقعة على الاتفاق.
من نفس التصنيف: قيمة وقامة لا يعوضهما الزمن
تعاون إقليمي في المجال النووي
على الرغم من التأكيدات السابقة، أوضح المسؤول الإيراني أن بلاده لا ترفض التعاون الإقليمي في المجال النووي، حيث تدرس مقترحات لإنشاء اتحاد نووي يضم عدة دول، يهدف إلى تعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية من خلال تعاون تقني وتجاري مشترك.
فكرة الاتحاد النووي
أوضح إيرواني أن فكرة الاتحاد النووي لا تعتبر بديلاً عن البرنامج النووي الإيراني، بل هي مبادرة “تكميلية” تهدف إلى تعزيز الشفافية وتوسيع التعاون دون المساس بحق إيران في امتلاك دورة وقود كاملة.
ممكن يعجبك: مقرر القرآن الكريم الجديد لطلاب الأزهر 2025-2026 لجميع المراحل الدراسية
احتمالية تخصيب اليورانيوم
وعند سؤاله عن إمكانية تخصيب اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية ضمن هذا الاتحاد الإقليمي، قال إيرواني إن طهران لا تعارض المبدأ، لكنها ستقوم بتقييم المقترحات بعناية بناءً على مضمونها ومكاسبها. وأضاف: “إذا تم التوصل إلى اتفاق جديد، نحن مستعدون لنقل مخزوننا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% إلى دولة أخرى، مقابل الحصول على اليورانيوم الخام المعروف بالكعكة الصفراء”. كما أشار إلى خيار آخر يتمثل في الإبقاء على اليورانيوم المخصب داخل إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن هذا لا يُعتبر خطًا أحمر بالنسبة لبلاده.
تأتي هذه التصريحات في وقت بالغ الحساسية، عقب تصعيد عسكري غير مسبوق بين إيران وإسرائيل استمر 12 يومًا، شهدت خلالها هجمات إسرائيلية وأمريكية استهدفت منشآت داخل إيران، مما أدى إلى اغتيال عدد من قادة الحرس الثوري وعلماء في مجال الطاقة النووية.
في المقابل، ردت طهران باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت منشآت إسرائيلية حساسة، كما وسعت ردها ليشمل قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر بعد إعلان واشنطن استهداف منشآت قالت إنها “قضت على البرنامج النووي الإيراني”. وأكدت طهران عدم فعالية الضربات، حيث قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن “العدوان الإسرائيلي-الأمريكي لم يحقق أهدافه”.
تُعتبر تصريحات إيرواني إشارة مرنة من إيران، تفتح المجال أمام استئناف مفاوضات النووي المتوقفة، لكنها في ذات الوقت تعكس استراتيجية مدروسة تعكس استعداد طهران لتقديم تنازلات جزئية مقابل الاعتراف الدولي بحقوقها النووية ورفع العقوبات المفروضة عليها. ومع استمرار الغموض حول تداعيات الضربات الأخيرة، تعيد تصريحات إيرواني النقاش إلى المسار السياسي والدبلوماسي، في محاولة لإبقاء الباب مفتوحًا أمام تسوية قد تُخفف من حدة التصعيد، دون التخلي عن المكتسبات النووية الإيرانية.