يُسلط تقرير التجارة الأفريقية لعام 2025، الذي صدر تحت عنوان “في البنية المالية العالمية المتغيرة”، إلى جانب تقرير التوقعات التجارية والاقتصادية الأفريقية المعنون “صمود أفريقيا في ظل النظام العالمي المتغير” والصادران عن البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”، الضوء على فجوة تمويل التجارة المستمرة في أفريقيا. وتُقدّر هذه الفجوة بأكثر من 420 مليار دولار، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لطموحات القارة في مجال التصنيع، وخلق فرص العمل، وتحقيق التحول الاقتصادي المستدام.
وقد كشف الدكتور ييمي كالي، كبير الاقتصاديين في مجموعة أفريكسيم بنك، خلال الاجتماعات السنوية الثانية والثلاثين للبنك التي عُقدت في أبوجا بين 25 و27 يونيو، عن خارطة طريق شاملة لمواجهة ما يُعرف بـ”القيود النظامية والهيكلية التي تواجه مستقبل أفريقيا”. وأوضح التقريران أن فجوة التمويل لا تنبع فقط من تجاوز الطلب للعرض، بل تعكس مشكلات هيكلية عميقة تشمل اللوائح العالمية القديمة والتحيزات المؤسسية التي تهمش الأسواق الأفريقية، حيث تواجه العديد من الشركات، خاصة الصغيرة والمتوسطة والتجمعات الصناعية، صعوبات كبيرة في الحصول على تمويل تجاري بأسعار معقولة بسبب تقلب أسعار العملات، وارتفاع تكاليف الاقتراض، ومحدودية أدوات تقييم المخاطر.
مواضيع مشابهة: سعر الدولار في مصر اليوم 13 يونيو 2025 وما بلغه في البنوك
تحديات فجوة تمويل التجارة في أفريقيا
تشير التحليلات المجمعة من التقريرين إلى استنتاج حاسم: إذا لم تتمكن أفريقيا من السيطرة على هيكل تمويل تجارتها، فإنها ستظل معرضة للتهميش المستمر في ظل نظام عالمي سريع التغير. تعاني الشركات الأفريقية من نقص التمويل التجاري المناسب، مما يعيق نموها وقدرتها على المنافسة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
تأثير اللوائح والتحيزات المؤسسية
تعود جذور فجوة التمويل إلى مشكلات هيكلية عميقة، تشمل اللوائح العالمية القديمة التي لا تتماشى مع خصوصية الأسواق الأفريقية، إضافة إلى تحيزات مؤسسية تقلل من فرص الشركات الأفريقية في الحصول على التمويل. هذه العوامل تؤدي إلى تهميش الأسواق الأفريقية وتحد من قدرة القارة على الاندماج الفعّال في التجارة العالمية.
معاناة الشركات الصغيرة والمتوسطة
تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة والتجمعات الصناعية تحديات كبيرة في تأمين تمويل تجاري بأسعار معقولة. يعود ذلك إلى تقلب أسعار العملات، وارتفاع تكاليف الاقتراض، بالإضافة إلى محدودية أدوات تقييم المخاطر التي تؤدي إلى تآكل فرص الحصول على رأس المال الضروري للنمو والتوسع.
حلول أفريكسيم بنك لفجوة تمويل التجارة
يرتكز حل بنك أفريكسيم بنك لفجوة تمويل التجارة المتزايدة على ثلاث ركائز أساسية تمثل تحولًا جذريًا في كيفية تمويل أفريقيا وهيكلة تجارتها.
مواضيع مشابهة: رسوم استخراج جواز السفر تشتعل بعد الزيادة الجديدة – اعرف التفاصيل والمستندات المطلوبة
الركيزة الأولى: تطوير حلول تمويل بالعملة المحلية
تتمثل الخطوة الأولى في تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة والتمويل، مما يساعد الاقتصادات الأفريقية على تقليل اعتمادها على أسواق الصرف الأجنبي المتقلبة وخفض تكاليف المعاملات، وبالتالي تعزيز الاستقرار المالي وزيادة القدرة التنافسية.
الركيزة الثانية: ابتكار هياكل تمويل بديلة
يوصي أفريكسيم بنك بتطوير أدوات مالية مبتكرة تعكس واقع السوق الأفريقية الفريد، مثل أدوات التمويل المختلط، وآليات تمويل سلسلة التوريد، ونماذج الاستثمار المؤثر، إضافة إلى أدوات تلبي احتياجات تجار القطاع غير الرسمي والشركات الزراعية والتصنيع الإقليمي.
الركيزة الثالثة: الاستفادة من المنصات الرقمية لتعزيز الكفاءة والوصول
تدعو الركيزة الثالثة إلى تعزيز الكفاءة والوصول عبر المنصات الرقمية، وعلى رأسها نظام الدفع والتسوية الأفريقي (PAPSS)، الذي يتيح مدفوعات بين الدول الأفريقية بشكل أسرع وأرخص وأكثر أمانًا باستخدام العملات المحلية. وقد انضمت عشرات البنوك المركزية الأفريقية إلى هذا النظام، مما يؤشر إلى تحول نحو استقلال مالي أكبر للقارة.
إلى جانب هذه التوصيات، يُظهر أفريكسيم بنك التزامه العملي، حيث أعلن عن إنفاق 18.7 مليار دولار في عام 2024 بهدف دعم التجارة والتنمية الصناعية والمرونة الاقتصادية عبر أفريقيا. وقد تم إطلاق التقارير بحضور عدد من الشخصيات البارزة، بينهم البروفيسور بنديكت أوراما رئيس مجلس إدارة أفريكسيم بنك، والدكتور تيرانس درو رئيس وزراء سانت كيتس ونيفيس، ووامكيلي ميني الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وأولايمي كاردوسو محافظ البنك المركزي النيجيري، ووالي إيدون وزير المالية والاقتصاد النيجيري.