يواصل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء جهوده في متابعة ورصد وتحليل المعلومات الواردة من مراكز الفكر والمؤسسات الدولية ووكالات الأنباء، وذلك في سياق الأحداث المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط. يركز المركز على دراسة التأثيرات والتوجهات المختلفة المتعلقة بالشأن المصري، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، بما يتماشى مع المستجدات في المنطقة.
في هذا الإطار، قام المركز باستعراض أبرز التقارير المتعلقة بأوضاع سوق النفط العالمي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران. حيث سجلت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا مع بداية تعاملات يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، مما ساهم في تقليل المخاوف الجيوسياسية التي كانت تهدد استقرار أسواق الطاقة.
ممكن يعجبك: امتحانات الثانوية العامة وأداء طلاب مدارس المتفوقين والمكفوفين اليوم
ضربات جوية أمريكية استهدفت منشآت نووية رئيسية في إيران
جاء هذا التراجع بعد موجة من المكاسب في الأسواق، حيث ارتفع سعر خام برنت إلى 81 دولارًا للبرميل يوم الأحد 22 يونيو، عقب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية في إيران، وفقًا لوكالة فيتش.
تطورات الأسعار بعد الاتفاق
بعد ذلك، عاودت أسعار النفط الارتفاع بشكل طفيف، حيث أفادت وكالة رويترز أن العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت يوم الأربعاء 25 يونيو لتسجل 67.77 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10:50 صباحًا بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى 64.97 دولارًا للبرميل.
تصريحات ترامب وتأثيرها على السوق
جاء الانخفاض الكبير في أسعار النفط بعد بيان مفاجئ من الرئيس ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعلن عن “اتفاق كامل” بين إسرائيل وإيران لوقف إطلاق النار، مشيدًا بقدرة الطرفين على التحمل والحكمة لإنهاء ما وصفه بـ”حرب الـ12 يومًا”.
كما لفت الانتباه تصريح ترامب بشأن الهجمات الصاروخية الإيرانية على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، حيث وصف الرد الإيراني بأنه كان “متوقعًا”، وشكر إيران على “الإخطار المُبكر” الذي ساعد في تجنب الخسائر البشرية. هذا التصريح ساهم في تهدئة الأسواق وتقليل التوترات.
شوف كمان: نتيجة الصف الثالث الإعدادي برقم الجلوس من جميع المحافظات متاحة هنا
وقد جاءت هذه الانفراجة بعد أسابيع من التوتر المتصاعد، والذي بلغ ذروته مع تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي لنقل النفط. ووفقًا لتقديرات وكالة فيتش، فإن إغلاق المضيق كان من شأنه رفع أسعار النفط إلى مستويات تتراوح بين 100 و120 دولارًا للبرميل، مما كان سيؤدي إلى ارتفاع التضخم العالمي وخفض النمو الاقتصادي.
من المهم أن نلاحظ أن هذه التطورات كانت ستؤثر أيضًا على السياسة النقدية العالمية، حيث من المتوقع أن تُبطئ البنوك المركزية خطط خفض أسعار الفائدة وسط توقعات باستمرار الضغوط التضخمية.
قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، كانت مجموعة جولدمان ساكس قد رفعت توقعاتها بشأن أسعار النفط، مشيرة إلى أن خام برنت قد يتضمن علاوة مخاطرة جيوسياسية بنحو 12 دولارًا للبرميل، نتيجة لزيادة احتمال حدوث اضطرابات في الإمدادات. وقد قدرت الأسواق احتمالية بنسبة 52% لإغلاق مضيق هرمز خلال عام 2025.
خلال “حرب الـ12 يومًا”، استهدفت الغارات المتبادلة منشآت نفط وغاز حيوية، حيث تعرض حقل “بارس الجنوبي” في إيران لحريق أدى إلى توقف إنتاج 12 مليون متر مكعب يوميًا، كما تضررت منشأة “فجر جم” التي تعالج 125 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز.
على الرغم من التهدئة الحالية، لا تزال أسواق الطاقة تتحسس تداعيات الصراع الأخير. ورغم أن وقف إطلاق النار قد خفف الضغط على أسعار النفط، إلا أن الوضع الجيوسياسي الهش في الشرق الأوسط يبقي المخاطر قائمة، مما يدفع المحللين لمتابعة التطورات عن كثب، مع تساؤلات حول مدى استدامة هذا الهدوء وما إذا كان كافيًا لتبديد المخاطر التي تسعّرها الأسواق منذ أسابيع.