في مشهد غير متوقع، ظهر الجنرال الإيراني إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، علنًا في ساحة الثورة وسط طهران بعد 12 يومًا من الغياب الذي تزامن مع شائعات قوية حول اغتياله خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة على إيران.
تزايدت الشكوك حول مصير قاآني بعد تقارير من وسائل إعلام غربية، مثل نيويورك تايمز، التي أفادت بمقتله في إحدى الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية. غيابه عن المشهد الإعلامي وعدم صدور أي نفي رسمي من طهران زاد من حدة الغموض، خاصة مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن قتل أكثر من 20 قائدًا عسكريًا إيرانيًا خلال العمليات.
اقرأ كمان: حفلات كاظم الساهر في صيف 2025 تشمل لبنان وعمان والمغرب
شائعات الاغتيال.. وغياب مقلق
تسربت أنباء حول مصير قاآني، مما أثار تساؤلات كثيرة. كان غيابه التام وعدم وجود أي تأكيد من طهران سببًا في زيادة القلق، لا سيما في ظل الظروف المحيطة بالعمليات العسكرية.
الظهور المفاجئ في ساحة الثورة
مع إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ظهر قاآني مساء الثلاثاء في احتفالات “النصر” وسط طهران، مرتديًا ملابس مدنية وقبعة سوداء، ويتجول بين الحشود ويبادل الحديث مع المواطنين الذين كانوا يلوحون بالأعلام الإيرانية. هذا الظهور العلني، الذي بثه التلفزيون الإيراني، يعد ردًا مباشرًا على شائعات اغتياله، ويعكس رسالة رمزية حول صمود القيادة العسكرية الإيرانية رغم التوترات الأخيرة.
شوف كمان: إجازة عيد الأضحى 2025 للبنوك المصرية وتفاصيلها المهمة
دلالات سياسية وأمنية
وصفت وسائل إعلام إيرانية هذا الظهور بأنه “رسالة تحدٍ” لإسرائيل، تؤكد أن قادة الحرس الثوري لا يزالون نشطين على الأرض، رغم الخسائر التي تعرضت لها إيران. كما اعتبر مراقبون أن توقيت ظهوره، بالتزامن مع وقف إطلاق النار، يحمل دلالات سياسية تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية الداخلية وإظهار تماسك القيادة بعد سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت شخصيات بارزة في الجيش.
خلفية الصراع
تجدر الإشارة إلى أن الحرب بين إيران وإسرائيل استمرت 12 يومًا، وشهدت تبادلًا عنيفًا للضربات، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى من الجانبين. وقد أفادت الولايات المتحدة لاحقًا بأن الضربات ضد إيران “أعادت برنامجها النووي سنوات إلى الوراء”، بينما ردت طهران بقصف قواعد أمريكية وإسرائيلية، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
يعتبر ظهور قاآني في هذا التوقيت الحرج، بعد فترة من الصمت، إعادة ترتيب للمشهد السياسي والأمني في المنطقة، ويثير تساؤلات جديدة حول قدرة إيران على حماية قياداتها ومدى الاختراقات الاستخباراتية التي تعرضت لها خلال المواجهة الأخيرة.