جدة تحتفل بجسر عملاق ينهي الازدحام ويربط شمال المدينة بجنوبها في 20 دقيقة

تستعد مدينة جدة لتوديع مشكلة الازدحام المروري بنسبة تتجاوز 40%، وذلك من خلال الجسر العملاق الذي انطلقت فيه الأعمال الإنشائية بوتيرة عالية. جسر أبحر، الذي يبلغ طوله 850 مترًا، يربط الأحياء الشمالية بالغربية بجنوب المدينة، مما يسهل التنقل دون الحاجة لعبور مركز المدينة المزدحم. يأتي هذا الجسر ضمن مشروع النقل العام بجدة، والذي يتضمن أيضًا شبكة قطارات، وشبكة حافلات، وخط النقل البحري، وخط عربات الكورنيش، ومحطة النقل العام المنطلق.

رغم مرور أكثر من 16 عامًا على إطلاق مشروع جسر أبحر المعلق، وتوقف العمل فيه أكثر من مرة، إلا أن الأمل عاد لأهالي جدة بعد الإعلان رسميًا عن إضافته إلى مشروع تطوير شبكة الطرق والنقل في جدة وفق رؤية المملكة 2030. يُعتبر جسر أبحر المعلق أحد أضخم المشاريع الهندسية في جدة، حيث لا يُنظر إليه كمجرد وسيلة عبور، بل كحل حيوي يستهدف تخفيف الضغط عن شبكة الطرق ويشكل بوابة ربط بين الحاضر المتكدّس والمستقبل الأكثر انسيابية.

هذا الجسر العملاق سوف ينهي الازدحام المروري في جدة ويربط شمال المدينة بجنوبها في 30 دقيقة فقط

من المتوقع أن يساهم جسر أبحر المعلق في تخفيف الازدحام المروري في جدة بنسبة 40%، من خلال ربط الأحياء الشمالية بالغربية بجنوب المدينة، دون الحاجة لعبور مركز المدينة المزدحم.

جسر أبحر المعلق.. المشروع العملاق القادر على تفكيك شيفرة المرور المعقّدة في جدة

جسر أبحر المعلق في جدة ليس جسرًا تقليديًا، بل يُعتبر نفقًا هوائيًا يُبنى على رؤية أوسع، تهدف إلى تفكيك شيفرة المرور المعقدة في المدينة. يتميز الجسر بمواصفات فنية تفوق التوقعات، منها:

  • الطول الإجمالي: أكثر من 850 مترًا.
  • عدد المسارات: 8 مسارات (4 في كل اتجاه)، بالإضافة إلى وجود منطقة فاصلة تحتوي على خط سكك حديد وممر للمشاة على الجانبين.
  • يتضمن المشروع عدد 5 جسور لربط طريق المدينة المنورة بمنطقة أبحر الشمالية، مرورًا بطريق الملك عبدالعزيز وطريق كورنيش أبحر، ما سيختصر مسافة التنقل بين الجانبين لأكثر من 15 كم.
  • المرافق المرافقة: يشمل مسارات مخصصة للمشاة والدراجات الهوائية وخطوط سكك حديدية مستقبلية.
  • الموقع: يمر فوق خور أبحر بين الشمال والجنوب.
  • نوع الجسر: جسر معلق ونفق هوائي مدعوم بالأبراج والكابلات، وهو الأول من نوعه بهذا الحجم في السعودية.
  • يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في التصميم الحضاري للمدينة، ويُعد من أكبر المشاريع التي تم الإعلان عنها ضمن حزمة مشاريع النقل والبنية التحتية في جدة.

الازدحام المروري في جدة ودور جسر أبحر المعلق في حل المشكلة

الازدحام المروري في جدة ليس ظاهرة طارئة، بل هو نتيجة لتراكمات طويلة في التوسع الحضري دون تطوير متزامن للبنية التحتية. مع افتتاح أحياء جديدة في الشمال مثل أبحر الشمالية وأحياء الجنوب، أصبحت المسافة بين هذه الأطراف تتطلب عبور طرق مزدحمة، مثل طريق الملك عبدالعزيز وطريق الحرمين، مما يزيد من أوقات التنقل. على سبيل المثال:

  • متوسط وقت التنقل اليومي: يصل إلى 60 دقيقة في أوقات الذروة.
  • الطرق البديلة: لا يوجد حاليًا جسر مباشر يربط بين الطرفين دون المرور بمركز المدينة.
  • الحوادث: تُسجل جدة أكثر من 20 حادثًا يوميًا بسبب الضغط المروري المتزايد.

من المتوقع أن يعمل جسر أبحر المعلق كـ”نفق هوائي”، ينقل الحركة فوق المناطق المكتظة دون الاحتكاك بها، مما يعني تقليل الضغط على الشوارع الأخرى بنسبة تصل إلى 40%، وفق تقديرات أولية.

مشروع جسر أبحر في جدة.. منظومة متكاملة من التطوير المدني والاقتصادي

يُعتبر جسر أبحر أحد أكبر الجسور المعلقة بنظام القوس في العالم، ولا يمكن تقييمه فقط من منظور مروري، بل يجب النظر إليه كعنصر محفز لمنظومة متكاملة من التطوير المدني والاقتصادي. ومن أبرز مزاياه:

  • مروريًا: تقليل زمن التنقل بنسبة 30 إلى 40%.
  • اقتصاديًا: تعزيز الربط بين المناطق السياحية والفنادق والمجمعات التجارية شمال جدة.
  • بيئيًا: تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الوقوف في الازدحام.
  • سياحيًا: تصميم الجسر كمعلم حضاري يمكن أن يكون وجهة جذب في حد ذاته.
  • استثماريًا: فتح فرص استثمارية على جانبي الجسر لتطوير مناطق تجارية وسكنية.

رؤية 2030 وتحوّل جدة إلى مدينة ذكية.. جسر أبحر أنموذج

من المهم أن نفهم أن جسر أبحر المعلق ليس مشروعًا منفصلًا، بل هو جزء من بازل ضخم يُعرف بـ”رؤية 2030″، والتي تهدف إلى تحويل المدن السعودية إلى مدن ذكية ومستدامة. يتكامل المشروع مع:

  • قطار الحرمين، مشروع مترو جدة، تطوير الواجهة البحرية.
  • جذب المستثمرين: عبر بنية تحتية ذكية تشجع الشركات العالمية على الاستثمار في جدة.
  • تحسين جودة الحياة: يسهم الجسر في تحقيق هدف الرؤية المتمثل في جعل المدن السعودية من بين أفضل 100 مدينة للعيش في العالم.