شهدت الساحة التقنية في الآونة الأخيرة جدلاً واسعاً بعد انتشار ملصقات تسويقية وأخبار تدعي تفوق هواتف منافسة على أجهزة آيفون في اختبارات الأداء. هذا الأمر أثار حفيظة شركة آبل، التي عبرت عن شكوكها في منهجية تلك الاختبارات.
تعود جذور هذه الأزمة إلى تحديثات في أدوات القياس مثل Geekbench 6، حيث أظهرت نتائج متباينة بين هواتف آيفون وهواتف أندرويد الرائدة. على وجه الخصوص، أظهرت مقارنة سلسلة Galaxy S23 Ultra من سامسونج مع iPhone 14 Pro تفوقاً ملحوظاً لأجهزة آبل في الاختبارات الجديدة، مما دفع بعض مستخدمي أندرويد والجهات التسويقية إلى التشكيك في حيادية المنهجية واتهامها بالانحياز لصالح آبل.
مقال له علاقة: أفضل هواتف ألعاب في 2025 بأداء يفوق التوقعات
اتهامات متبادلة حول التلاعب بالاختبارات
انتشرت مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي بأن آبل قد تدخلت أو أثرت على مطوري برامج الاختبار لتحسين نتائجها مقارنة بالمنافسين، خاصة بعد أن أظهرت النسخ الجديدة من Geekbench زيادة الفجوة في الأداء لصالح آيفون.
تأكيدات من مصادر تقنية
على الرغم من تلك الاتهامات، أكدت مصادر تقنية أن هذه المزاعم لا تستند إلى أدلة قوية، وأن تحديث أدوات القياس جاء لمواكبة التطورات في عتاد الأجهزة والتركيز على تقنيات حديثة مثل التعلم الآلي والواقع المعزز. هذا قد يفسر تغير النتائج دون وجود تلاعب مباشر.
ردود فعل الشركات المنافسة
لم تكن هذه الحادثة الأولى التي تواجه فيها آبل انتقادات بسبب منهجية المقارنة مع المنافسين. ففي واقعة سابقة، تعرضت الشركة لهجوم من شركات مثل سامسونج وHTC وRIM بعد أن عرضت آبل في مؤتمر صحفي مشاكل في استقبال الإشارة لدى هواتفهم، في محاولة لتبرير مشاكل الإشارة في آيفون.
مقال مقترح: لينوفو تبرز بقوة وتتجاوز Xbox.. جهاز Lenovo Legion Go S يتفوق رغم بعض العيوب غير المتوقعة
رفضت الشركات المنافسة تلك المقارنات ووصفتها بأنها محرفة للحقائق، وتهدف إلى تحويل الأنظار عن مشاكل آبل التقنية. وأكدت أن اختبارات آبل لا تعكس الاستخدام الواقعي أو ظروف التشغيل الفعلية للهواتف.
موقف آبل من الجدل الدائر
آبل من جانبها رفضت الاتهامات بالتلاعب أو التأثير على نتائج الاختبارات، واعتبرت أن التغييرات في أدوات القياس تهدف إلى تقديم صورة أكثر دقة عن أداء الهواتف في المهام الحديثة. وأشارت إلى أن الفروقات في النتائج تعكس التطور الحقيقي في معالجاتها وليس انحيازاً منهجياً.
كما أكدت الشركة أن أي مقارنة تقنية يجب أن تستند إلى معايير شفافة وموحدة تأخذ في الاعتبار الاستخدام الفعلي للمستهلكين، وليس فقط الأرقام النظرية أو نتائج اختبارات معينة قد تكون عرضة للتأويل.
خلاصة المشهد التقني
تتواصل حالة الجدل بين آبل ومنافسيها حول مصداقية اختبارات الأداء، في ظل تصاعد الحملات التسويقية التي تعتمد على نتائج هذه الاختبارات لإبراز تفوق منتج على آخر.
تظل مسألة منهجية القياس والشفافية في عرض النتائج نقطة خلاف رئيسية تشغل الرأي العام التقني، وتؤثر بشكل مباشر على ثقة المستهلكين في العلامات التجارية الكبرى.