أسرار الثقوب الغامضة فوق فوردو النووية

كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن ظهور ثقوب واضحة في الجبل المطل على منشأة “فوردوالنووية الإيرانية. جاء ذلك بعد الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع نووية رئيسية في فجر يوم 22 يونيو/حزيران 2025، مما أدى إلى تصعيد عسكري مباشر في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.

هذه الثقوب، التي ظهرت في الجزء العلوي من المنشأة، أثارت تساؤلات عدة: لماذا لم تُحدث القنابل دمارًا سطحيًا كبيرًا؟ ولماذا بدت وكأنها ثقوب منتظمة بدلاً من حفر انفجارية تقليدية؟ الإجابة تكمن في نوعية الأسلحة المستخدمة، وهي القنابل الخارقة للتحصينات.

ماذا تعني “قنابل خارقة للتحصينات”؟

القنابل الخارقة للتحصينات هي قنابل مصممة خصيصًا لاختراق المنشآت المدفونة بعمق، مثل المخابئ النووية أو الأنفاق المحصنة. من أبرز هذه القنابل قنبلة “GBU-57 A/B”، التي يصل وزنها إلى نحو 14 طنًا وطولها 6 أمتار. تستطيع هذه القنبلة اختراق 60 مترًا من الخرسانة أو 12 مترًا من الصخور قبل أن تنفجر، وهي محمولة حصريًا على قاذفات شبحية مثل “B-2 Spirit”.

الفيزياء خلف الثقوب

لفهم ما حدث، نحتاج إلى التعمق قليلًا في الفيزياء. تعتمد هذه القنابل على مبدأ الطاقة الحركية، الناتجة عن الكتلة الكبيرة والسرعة العالية. فعلى غرار تأثير شاحنة مسرعة على جدار، فإن هذه القنابل تستخدم كتلتها الهائلة وسرعتها العالية لاختراق الأرض قبل الانفجار.

لماذا ظهرت ثقوب وليس دمار شامل؟

ما شاهدناه من ثقوب هو في الواقع مداخل الاختراق التي حفرتها القنابل في الصخور فوق منشأة فوردو. لم تنفجر القنابل فور الاصطدام، بل استمرت في التوغل حتى وصلت إلى العمق المستهدف، حيث حدث الانفجار. لذا، كانت العلامات الخارجية محدودة، بينما يُتوقع أن يكون الضرر الحقيقي داخل المنشآت تحت الأرض.