صدمة في إيران.. أسرار نجاة منشآت فوردو ونطنز من الإشعاع القاتل

العمق كدرع طبيعي ضد المخاطر الإشعاعية في منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية

أوضح الدكتور أمجد الوكيل، الرئيس السابق لهيئة المحطات النووية، سبب عدم ظهور مستويات إشعاعية مرتفعة في المنطقة بعد الاستهداف الأخير لمنشآت تخصيب وتحويل اليورانيوم في إيران، وتحديدًا في موقعي فوردو ونطنز.

تحليل مفصل للعمق ودوره في تقليل المخاطر الإشعاعية

في تحليل نشره عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”، أكد الدكتور الوكيل أن وجود المواد النووية في أعماق كبيرة داخل منشأتي فوردو ونطنز يسهم بشكل كبير في الحد من خطر الإشعاعات في حال تعرض المنشآت لهجوم عسكري. وأوضح أن العمق يوفر حماية متعددة الأبعاد للأسباب التالية:

  • امتصاص الطاقة الانفجارية: الطبقات السميكة من الصخور والخرسانة تعمل كحاجز قوي يمتص طاقة الانفجار، مما يقلل من تأثير الموجات الانفجارية ويمنع تدمير الحاويات أو المواد النووية الحساسة.
  • احتواء التسربات: العمق يشكل حاجزًا طبيعيًا يمنع المواد المشعة من التسرب السريع إلى السطح أو البيئة المحيطة في حال حدوث تلف جزئي أو تسرب محدود.
  • صعوبة الاستهداف الكامل: حتى القنابل المصممة لاختراق التحصينات قد تعجز عن الوصول بدقة إلى قلب المنشأة، مما يحافظ على سلامة بعض المواد النووية.

الخصائص التحصينية لمنشآت فوردو ونطنز

  • فوردو: تقع على عمق حوالي 80-90 مترًا تحت الجبل، وتستخدم لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%، وتتمتع بأقوى درجات التحصين بين المنشآت الإيرانية.
  • نطنز: تقع على عمق يتراوح بين 8 إلى 10 أمتار تحت الأرض، تحت سقف خرساني مسلح، وتعد أقل تحصينًا من فوردو لكنها ما تزال توفر حماية كبيرة.

هل العمق يمنع التسرب الإشعاعي تمامًا؟

أوضح الدكتور الوكيل أن العمق لا يمنع التسرب الإشعاعي بشكل كامل، لكنه يقلل بشكل كبير من احتمالية وخطورة حدوثه. ففي حالة تدمير الأجهزة داخل المنشأة، قد تحدث تسريبات محصورة داخليًا، إلا أن الخطر الإشعاعي البيئي يظل منخفضًا ما لم يحدث دمار شامل لأنظمة التهوية والتخزين.

تأثير العمق على انتشار الإشعاع في الدول المجاورة

ختم الدكتور أمجد الوكيل تحليله بالتأكيد على أن العمق يجعل من غير المحتمل انتقال مواد مشعة عبر الغبار أو الانفجارات إلى خارج إيران، أو أن يتأثر الغلاف الجوي على نطاق إقليمي، إلا إذا وقع انفجار هائل أو حريق على سطح المنشأة.

في الختام، يعمل العمق كحاجز طبيعي يقلل بشكل كبير من المخاطر الإشعاعية، مما ساهم في حماية إيران والمنطقة المحيطة حتى الآن.