قفزت أسعار الديزل والوقود في أوروبا إلى أعلى مستوياتها خلال 15 شهرًا، وسط تصاعد المخاوف من اضطراب الإمدادات القادمة من الشرق الأوسط بسبب تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل. فمنذ اندلاع العمليات العسكرية يوم الجمعة قبل الماضي، ارتفع هامش الربح لمنتجات النفط المكررة بنسبة 60% مقارنة بالنفط الخام، بينما قفز سعر وقود الطائرات بنسبة 45%، بحسب بيانات التسعير الصادرة عن وكالة “أرغوس”.
إسرائيل تعلن إغلاق مجالها الجوي بشكل كامل
يعكس هذا الارتفاع الحاد القلق المتزايد من احتمال توقف الشحنات القادمة من الخليج، الذي يمثل مصدرًا رئيسيًا لتزويد أوروبا بهذه المنتجات، خاصة مع اقتراب ذروة موسم السفر الصيفي، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز”.
مقال له علاقة: مواعيد مباريات الأحد 1 يونيو 2025 والقنوات الناقلة لها
رغم ارتفاع خام برنت – المعيار العالمي – بنحو 9% ليقترب من 77 دولارًا للبرميل خلال الفترة نفسها، يرى المحللون أن سوق النفط العالمية لا تزال تتمتع بإمدادات كافية، حيث لم تستهدف إيران حتى الآن البنية التحتية لتصدير النفط.
يُبرز الارتفاع الأكبر في أسعار المنتجات المكررة مدى اعتماد أوروبا على وارداتها من الشرق الأوسط. وصرح جورج ماهر-بونيت، من وكالة “أرغوس” لتقارير التسعير، أن “القفزة السعرية التي شهدناها خلال أسبوع واحد كانت من بين الأكثر دراماتيكية، حيث انفجرت فجأة هذه الهوامش السعرية”.
وحذّر من أن أي اضطراب في مضيق هرمز – الممر الحيوي لصادرات النفط والغاز والمنتجات المكررة من الخليج – سيؤثر بشكل خاص على إمدادات الديزل إلى أوروبا. ففي العام الماضي، جاء أكثر من خمس واردات الديزل المستخدمة في الطرق إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والنرويج من الخليج، لا سيما من السعودية والكويت والإمارات.
كما شكلت منطقة الخليج أكثر من نصف واردات أوروبا من وقود الطائرات، بما يعادل حوالي 13 مليون طن، بحسب بيانات شركة “كيبلر” المتخصصة. وتشمل الدول الأخرى المصدرة للديزل ووقود الطائرات إلى أوروبا الولايات المتحدة والهند وتركيا.
تُعد المملكة المتحدة من بين الدول الأكثر تعرضًا للمخاطر، حيث استوردت العام الماضي نحو ثلث احتياجاتها من الديزل وثلثي احتياجاتها من وقود الطائرات من الخارج.
مقال له علاقة: الأهلي يقترب من ضم بيكهام وشكري وتأجيل الصفقة بسبب كأس عاصمة مصر
في يوم الخميس الماضي، تم تداول وقود الطائرات بعلاوة تقارب 27 دولارًا للبرميل فوق خام برنت، بينما وصل الديزل إلى حوالي 29 دولارًا فوق نفس السعر. وأوضح ماهر-بونيت أن المستهلكين وشركات الطيران قد لا يشعرون بتأثير هذه الأسعار المرتفعة على الفور، لأن العديد من الشركات تعتمد استراتيجيات تحوط تؤخر انعكاس هذه الزيادات لعدة أسابيع.
على النقيض من ذلك، تراجعت هوامش أرباح البنزين في أوروبا نتيجة ضعف الطلب في السوق المحلية بالإضافة إلى تراجع الطلب في أسواق التصدير الرئيسية مثل الولايات المتحدة وكندا ونيجيريا.