افتتاح الطريق المعجزة في جدة يربط الجنوب بالشمال ويقلل الزحام 80%

تُعتبر مدينة جدة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية، إذ تتميز بإطلالتها الساحرة على البحر الأحمر، مما جعلها تُلقب بـ "عروس البحر الأحمر". وبفضل موقعها الاستراتيجي وأهميتها الاقتصادية والسياحية، تعمل أمانة جدة بشكل مستمر على تطوير شبكة الطرق في المدينة بهدف تسهيل الحركة المرورية وتقليل الازدحام، مما يُعزز من جودة الحياة لسكانها وزوارها.

أمانة جدة تعلن رسميًا عن افتتاح الطريق المعجزة.. الذي يربط جنوب المدينة بشمالها ويقلل الازدحام المروري بنسبة 80%

مؤخراً، شهدت جدة افتتاح مشروع طريق الدائري الثاني، الذي يُعتبر نقلة نوعية في شبكة الطرق بالمدينة. يُساهم هذا المشروع بشكل كبير في تحسين الحركة المرورية وتسهيل التنقل بين الأحياء والمناطق الحيوية. وقد تم الإعلان عن الافتتاح بحضور وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح بن ناصر الجاسر.

يمتد هذا الطريق الحيوي كامتداد لطريق الدائري الأول، ويهدف إلى تعزيز انسيابية الحركة المرورية عبر ربط جنوب جدة بشمالها من خلال مجموعة من المحاور والتقاطعات الرئيسية مثل طريق الملك عبدالعزيز وطريق المدينة وطريق الحرمين. يُعتبر هذا المشروع جزءًا من خطة شاملة تهدف إلى تحديث شبكة الطرق في المدينة وتعزيز الربط بين مختلف أحيائها ومرافقها الحيوية.

يمتد طريق الدائري الثاني على مسافة 113 كيلومتراً، ويتألف من أربعة مسارات في كل اتجاه، مما يتيح حركة مرورية سلسة ويخفف الضغط عن الطرق الداخلية. ويقع جزء من المشروع تحت إشراف الهيئة العامة للطرق، التي تتولى 31 كيلومتراً منه، بينما تتولى أمانة محافظة جدة إدارة الـ82 كيلومتراً المتبقية.

مكونات مشروع طريق الدائري الثاني وتفاصيل تكلفته المالية

يتضمن مشروع طريق الدائري الثاني خمس تقاطعات رئيسية و11 جسرًا لتسهيل الحركة المرورية، بالإضافة إلى 50 عبارة لتصريف مياه الأمطار، مما يضمن استمرارية الحركة حتى في الظروف المناخية الصعبة. وقد بلغت تكلفة تنفيذ هذا المشروع الضخم حوالي 660 مليون ريال سعودي، وهو استثمار يُعكس التزام الحكومة السعودية بتحسين البنية التحتية للمدن الكبرى.

أهمية مشروع طريق الدائري الثاني ودوره في تخفيف الازدحام المروري في مدينة جدة

يُعتبر طريق الدائري الثاني جزءًا محوريًا من الخطة الاستراتيجية لتطوير شبكة الطرق في جدة، التي أطلقتها أمانة جدة، كما يُعزز من تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى بناء مدن مستدامة ذات جودة حياة عالية. وتتمثل أهمية المشروع في النقاط التالية:

  • تخفيف الازدحام المروري: يلعب طريق الدائري الثاني دورًا مهمًا في تحسين الحركة المرورية وتقليل الازدحام في الشوارع الداخلية، خاصة خلال أوقات الذروة.
  • تسهيل حركة النقل والشحن: من خلال توفير مسار سريع وآمن للشاحنات ومركبات النقل الثقيل، مما يُعزز الحركة التجارية والصناعية في المدينة.
  • تحسين جودة الحياة في جدة: يُسهّل التنقل بين مختلف المناطق، مما يُوفر الوقت والجهد للمواطنين والمقيمين.
  • تعزيز جاذبية المدينة كوجهة سياحية: من خلال تسهيل الوصول إلى المناطق السياحية والمعالم البارزة.

طريق الدائري الأول: الأساس الذي مهد لتطوير الدائري الثاني

قبل افتتاح طريق الدائري الثاني، أنجزت أمانة جدة مشروع طريق الدائري الأول الذي يحيط بالمدينة ويربط بين أحيائها المختلفة، مُروراً بمناطق حيوية مثل حي السلامة والروضة والرحاب والنزهة والأمير فواز. وقد ساهم هذا المشروع بشكل كبير في تخفيف الضغط المروري على الطرق الداخلية، مما سهل حركة التنقل داخل المدينة والوصول إلى المناطق الخارجية بشكل أسرع وأكثر انسيابية.

جاء طريق الدائري الثاني ليكمل هذه الجهود، حيث يُقدم بديلاً مثالياً للسائقين الذين يرغبون في تجنب الطرق الداخلية المزدحمة، خصوصًا خلال ساعات الذروة. ومع وجود هذا الطريق الجديد، أصبح التنقل بين شمال المدينة وجنوبها أكثر سهولة وراحة، مما يُعزز من مكانة جدة كمدينة حديثة تتمتع بشبكة طرق متطورة تلبي احتياجات سكانها وزوارها.