يُعتبر قطاع الألبان أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الزراعي في العديد من الدول، خاصة تلك التي تعتمد على الإنتاج الحيواني، حيث يساهم في خلق فرص عمل لملايين الأفراد في مختلف مراحل الإنتاج، التصنيع، التوزيع، والبيع، كما يعزز الناتج المحلي الإجمالي من خلال القيمة المضافة للمنتجات الناتجة عن تحويل الألبان إلى زبادي، أجبان، لبن، قشطة وغيرها.
وأوضح الدكتور السيد شريف، مدير معهد تكنولوجيا الأغذية، أن الألبان ومنتجاتها تُعتبر من أهم المجموعات الغذائية التي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز صحة الإنسان ودعم الأمن الغذائي في المجتمعات، فهي غنية بالبروتين عالي الجودة، والكالسيوم، والفيتامينات الأساسية مثل فيتامين D وB12.
اقرأ كمان: تفاصيل المؤتمر السنوي لشباب هولندا بحضور الأنبا أرساني وصور
إضافةً إلى احتوائها على عناصر معدنية ضرورية مثل الفوسفور والبوتاسيوم، مما يجعل الألبان غذاءً متكاملاً يُساهم في بناء العظام، تقوية المناعة، ودعم نمو الأطفال وصحة البالغين على حد سواء، وعلى الصعيد الاقتصادي.
في هذا السياق، يسعى معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية إلى نشر الوعي الغذائي للحد من الفاقد والهدر في الأغذية عبر سلسلة التوريد، حيث نظم المعهد ندوة بعنوان “تقليل الفاقد والهدر في الألبان ومنتجاتها”، ألقاها الأستاذ الدكتور أماني محمد الدرينى، رئيس بحوث بقسم بحوث تكنولوجيا الألبان، وذلك بناءً على توجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الأستاذ علاء الدين فاروق، وتحت رعاية الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية.
شوف كمان: سعر الدينار الكويتي اليوم السبت قبل الإجازة
من جهته، أكد دكتور عاطف عشيبة، وكيل المعهد للإرشاد والتدريب، أن تطوير قطاع الألبان يُعتبر وسيلة فعالة لتنشيط التجارة الداخلية والخارجية، من خلال تصدير منتجات الألبان المصنعة إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وتقليل الفقر الريفي من خلال دعم صغار المربين والمزارعين وتمكين المرأة في المجتمعات الزراعية، لذا فإن الاستثمار في تحسين جودة الألبان وتقليل الفاقد منها يُعد هدفًا أساسيًا لتحسين الأمن الغذائي، وتقليل الأثر البيئي، وزيادة الكفاءة الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي الشامل.
يمكن تحقيق ذلك عبر سلسلة التوريد الكاملة من الإنتاج إلى الاستهلاك، حيث تناولت الندوة عدة محاور لتقليل الفقد والهدر في مرحلة الإنتاج بالمزارع، مثل تحسين صحة الماشية من خلال برامج التطعيم والعناية البيطرية التي تقلل من الأمراض التي تؤثر على كمية وجودة الحليب، وتقديم تغذية متوازنة ترفع من إنتاجية الأبقار وجودة الحليب، وإدارة سليمة لعملية الحلب باستخدام معدات حديثة ونظيفة لتقليل التلوث الميكروبي، وتدريب العمال على أساليب الحلب الصحيحة. كما تناولت الندوة أهمية تقليل الفقد والهدر خلال مرحلة النقل والتخزين عبر توفير سلسلة تبريد فعالة، ونقل سريع ومنظم، واستخدام عبوات آمنة ومعقمة، وفي مرحلة التصنيع والتغليف يجب مراعاة الفحص الدوري للمواد الخام والمنتجات النهائية، وتحسين التغليف باستخدام عبوات محكمة الغلق ومانعة للضوء والهواء، وإنتاج أحجام متنوعة تناسب احتياجات المستهلك وتقليل الفائض غير المستهلك.
وأشارت الدكتورة أماني الدرينى إلى إمكانية تقليل الفقد والهدر للألبان ومنتجاتها في المتاجر ومراكز البيع من خلال الإدارة الجيدة للمخزون بتطبيق مبدأ الأقدم يُصرف أولًا، وعرض المنتجات بطريقة جذابة ومرتبة لتشجيع المستهلكين على الشراء قبل انتهاء الصلاحية، والتبرع بالمنتجات الصالحة للاستهلاك قبل انتهاء صلاحيتها للبنوك الغذائية أو الجمعيات الخيرية، أما على مستوى المستهلك، فيمكن تقليل الفقد والهدر من خلال الشراء حسب الحاجة، وتخزين الحليب والمنتجات بشكل صحيح في المنزل، والانتباه لتاريخ الصلاحية، وإعادة استخدام المنتجات قرب انتهاء صلاحيتها، مثل استخدام اللبن في الطهي أو صنع الزبادي والجبن منزليًا.