بين لحظة وأخرى، تغير كل شيء
تلقى ابن شهيد الفروسية بالشرقية، خالد عبد العال، مكالمةً لم تكن مألوفة. اتصل صديقه، ثم أغلق الخط، ليعاود الاتصال مجددًا قائلاً كلمات صادمة: “أحمد… أبوك، احترقت السيارة وهو بداخلها”. في تلك اللحظة، تجمدت الأرض تحت قدميه، وتوقف الزمن.
تفاصيل الحادث
في برنامج “التفاصيل” مع الإعلامية نهال طايل على قناة “صدى البلد 2″، تحدث نجل الشهيد بصوت حزين عن الصدمة التي عاشها، مؤكدًا أنه لم يتخيل يومًا أن يكون والده ضحيةً لحادث مروع. لم يكن يعلم حينها إلى أي مستشفى نُقل، فبحث وتواصل باستمرار حتى وصل أخيرًا إلى مستشفى العاشر من رمضان، حيث بدأت فصول المعاناة.
اقرأ كمان: هشام عباس يبدع في حفل عيد الأضحى برعاية وزارة الثقافة – صور حصرية
لحظة اللقاء
عندما رأيته لأول مرة، بدا عليه الرعب، لكنه طمأنني قائلاً: “الحمد لله، الأهم أنه لم يُصب أحد آخر بأذى”. استذكر ابن الشهيد تلك اللحظة المؤلمة عندما رأى والده مصابًا بحروق بالغة في جميع أنحاء جسده. ورغم الألم، أصرّ على النهوض ليطمئن أولاده، وخاصة بناته، اللواتي كنّ شديدات التعلق به.
مواضيع مشابهة: رابط التسجيل في المدارس التجريبية 2026 لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي سجل الآن
الألم والمقاومة
كان جسده مغطىً بالحروق: وجهه، ويداه، وظهره، وقدماه، وحتى رأسه. قال: “حاول أن يُخفف عنا الألم، رغم أن الألم كان لا يُوصف”، مشيرًا إلى أن والده لم يمضِ سوى ثلاثة أيام في مستشفى أهل مصر قبل وفاته.
أبٌ وصديق
لم يكن والدي مجرد أب، بل كان أيضًا قائدًا وداعمًا وصديقًا حميمًا. يقول: “كان والدي كل شيء بالنسبة لنا… ليس فقط أمي وأخواتي، بل كان ركيزة عائلتنا بأكملها”. كان الناس يلجأون إليه دائمًا لاتخاذ القرارات، حتى أصغرها. “كان دائمًا يقول لي: افعل هذا ولا تفعل ذاك”. لم يكن مجرد أب، بل كان صديقًا وذو عقل منفتح.
البطولة في اللحظات الأخيرة
في لقائهما الأخير، قال له والده إنه حاول إطفاء حريقه بنفسه بعد أن اشتعلت فيه النيران أثناء محاولته إنقاذ الآخرين. قال: “لم يُطفئني أحد… أنا من أطفأتُ نفسي”. ورغم الألم الشديد، لم يُفكر في نفسه، بل ركض ليطمئن على الجميع ثم انهار.