أوضح العميد سمير راغب، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولًا جذريًا في معادلاتها العسكرية عقب الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران، حيث تعتبر هذه العملية اختراقًا غير مسبوق للسماء الإيرانية، مما يعكس ضعف منظومات الدفاع الجوي في البلاد.
من نفس التصنيف: قرار مشترك من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا بشأن إيران للوكالة الذرية الدولية
وأشار راغب، خلال مداخلة له عبر قناة “صدى البلد”، إلى أن الضربة جاءت بعد تمهيد عملياتي طويل في سوريا ولبنان، حيث تم تحييد منصات الإطلاق والمخازن التابعة للحرس الثوري والميليشيات المتحالفة مع طهران، مما يدل على أن العملية لم تكن مفاجئة بل نتيجة تحضيرات ميدانية دقيقة.
من نفس التصنيف: متحدث الخارجية يؤكد أن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي يهدد الأمن الإقليمي
وأضاف أن الهجوم، رغم كونه محدودًا مقارنة بالقدرات الأمريكية، يحمل رسائل استراتيجية حاسمة، خاصة مع الدعم اللوجستي الواضح الذي قدمته واشنطن لإسرائيل، ومشاركتها غير المباشرة في العملية، على الرغم من نفيها الانخراط العسكري المباشر.
وحذر راغب من أن اقتراب إيران من تصنيع القنبلة النووية كان دافعًا رئيسيًا وراء التسريع في تنفيذ الضربة، مؤكدًا أن الصواريخ الإيرانية التقليدية لا تمثل تهديدًا فعليًا لإسرائيل، وأن الساعات الأولى من الهجوم شهدت تعطلًا شبه كامل لمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية، مما كشف هشاشة بنيتها الدفاعية في مواجهة ضربة منظمة.
كما أشار إلى أن واشنطن استخدمت أسلوب الخداع العسكري والمراوغة في ما يتعلق بتوقيت الهجوم، ضمن استراتيجية الحرب النفسية، وهو ما أتاح لإسرائيل تنفيذ الضربة بسرعة ودقة دون إنذار مسبق، مؤكدًا أن هذا التحول في ميزان القوة ينذر بتصعيد واسع إذا لم يتم احتواء الموقف سياسيًا.