أصدرت منظمة “التبادل الاجتماعي للإعلام” SMEX، وهي منظمة غير ربحية تركز على الدفاع عن حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي في غرب آسيا وشمال إفريقيا، تحذيراً قوياً يتعلق ببرمجيات مرتبطة بإسرائيل تم دمجها بشكل سري داخل هواتف سامسونج المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تشير المنظمة إلى أن هذه البرمجيات الإسرائيلية الخبيثة تمثل تهديداً كبيراً لخصوصية وأمن المستخدمين الرقمي.
تطبيق إسرائيلي مثبت سراً في هواتف سامسونج Galaxy A وM
وفقاً لـ SMEX، تحتوي هواتف سامسونج من سلسلتي A وM إما على تطبيق يدعى “Aura” مثبت مسبقاً أو يتم تثبيته تلقائياً من خلال تحديثات النظام، وذلك دون علم أو موافقة المستخدم، ويقوم هذا التطبيق بجمع كمية كبيرة من البيانات الشخصية والفنية، مثل عناوين IP وبصمات الأجهزة ومواصفات العتاد ومعلومات الشبكة.
ممكن يعجبك: فيفو تطلق هاتف Vivo T4 Ultra 5G بمميزات متقدمة وسعر جذاب
وتؤكد المنظمة أن هذه البيانات يمكن استخدامها بسهولة لتحديد هوية المستخدمين وتتبع تحركاتهم، خصوصاً عند تفعيل الموقع الجغرافي من خلال التطبيقات التي يثبتها “Aura”، مما يشكل خطراً جسيماً في منطقة معروفة باستخدام إسرائيل للتكنولوجيا كأداة للتجسس والاعتداءات الأمنية.
ورغم أن إعدادات الخصوصية في التطبيق تتيح تعطيل جمع البيانات من خلال إيقاف ميزة “AppCloud”، إلا أن حذف التطبيق بالكامل يتطلب ملء نموذج غير متوفر، مما يجعل التخلص منه أمراً صعباً بالنسبة للمستخدم العادي الذي يفتقر إلى المهارات التقنية المتقدمة.
ترجع جذور هذه الأزمة إلى شراكة وقعتها شركة سامسونج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع شركة “IronSource” الإسرائيلية في عام 2022، حيث تم دمج تطبيق “Aura” ضمن أجهزة Galaxy A وM، وتم الترويج له باعتباره وسيلة “لتحسين تجربة المستخدم” من خلال اقتراحات ذكية للمحتوى والتطبيقات، لكن هذا الخطاب التسويقي سرعان ما تحول إلى قلق واسع مع تزايد التقارير حول الطبيعة الخفية والواسعة لجمع البيانات.
تجسد هذا القلق بشكل مرعب في سبتمبر 2024، عندما نفذت إسرائيل هجوماً إرهابياً في لبنان باستخدام أجهزة تنصت مفخخة مثل البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي، قيل إنها كانت بحوزة عناصر من حزب الله، وتم تفجير هذه الأجهزة عن بعد في أماكن عامة، مما أدى إلى مقتل 42 شخصاً، بينهم أطفال وعاملون في المجال الصحي، وإصابة أكثر من 3500 آخرين، العديد منهم تعرضوا لإصابات جسدية دائمة وصدمات نفسية حادة.
اقرأ كمان: «هاتف أوبو رينو 11 5G الجديد بمواصفات مذهلة وكاميرا احترافية تجعلك تبيع موبايلك القديم»
ما يزيد من قسوة الحادث هو أن الهجوم قوبل بتأييد من سياسيين مؤيدين لإسرائيل وبعض وسائل الإعلام الغربية، مما يعكس تجاهلاً تاماً للتداعيات المرعبة لهذا النوع من الهجمات على حياة المدنيين، حيث تشير الحادثة إلى أن الاقتراب الرقمي من شخص مستهدف قد يكون كافياً لتعريضك للخطر، مما يسلط الضوء على خطر التقنيات الأمنية الإسرائيلية إذا ما استخدمت ضد المدنيين بشكل تعسفي.