في خطوة نوعية تهدف لتعزيز راحة حجاج بيت الله الحرام، أعلنت الهيئة العامة للطرق في السعودية عن توسيع مبادرتها الطموحة لتبريد طرق المشاعر المقدسة. تعتمد هذه المبادرة على استخدام مادة مبتكرة تم تطويرها محليًا، وقد أثبتت فعاليتها الكبيرة في خفض درجات حرارة الأسطح بشكل ملحوظ.

ممكن يعجبك: جدول عطلات المدارس في المغرب 2025 وترتيبها الجديد
ابتكار سعودي يُحدث فارقًا في تبريد الطرق
صرح المتحدث الرسمي باسم الهيئة، عبدالعزيز العتيبي، لصحيفة “الاقتصادية” بأن التقنية الجديدة، التي تتمثل في مادة لونية عاكسة للحرارة، ساهمت في خفض درجة حرارة الأسطح بنحو 12 درجة مئوية مقارنة بالأسطح التقليدية. وأشار إلى أنها حققت زيادة بنسبة 80% في كفاءة التبريد مقارنة بما تم تطبيقه في موسم الحج العام الماضي.
مواضيع مشابهة: أحكام فقهية حول صيام يوم عرفة وصلاة الجمعة في عيد الأضحى 2025
تتميز هذه المادة المبتكرة، التي تم إنتاجها بالكامل داخل المملكة، بقدرتها الفائقة على عكس الأشعة الشمسية وتقليل امتصاص الحرارة، مما يجعلها حلاً فعالًا لتخفيف تأثير الأجواء الحارة التي يواجهها الحجاج خلال ذروة النهار.
كفاءات وطنية تقود التطور والاستدامة
أكد العتيبي أن هذا الإنجاز هو نتيجة جهود الكوادر الوطنية في مركز أبحاث الطرق التابع للهيئة، الذي يُعد من أبرز مراكز البحث والتطوير في المنطقة. يضم المركز مختبرات حديثة تسهم في تطوير حلول هندسية تعتمد على معايير الاستدامة والراحة البيئية، مما يعكس التزام المملكة بالاستفادة من الخبرات المحلية.
تعاون متعدد القطاعات ورؤية شاملة لخدمة الحجاج
تم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون مع عدة جهات ذات صلة، مما يجسد النهج التكاملي الذي تتبناه المملكة في مواجهة التحديات المناخية باستخدام وسائل تكنولوجية محلية وصديقة للبيئة. تؤكد هذه الخطوة التزام السعودية برؤية تنموية مستدامة، حيث تعتبر ابتكارات البنية التحتية ركيزة أساسية لخدمة الحجاج وتعزيز جودة حياتهم أثناء أداء المناسك.
طرق مطاطية مرنة لراحة كبار السن
بالإضافة إلى جهود التبريد، أعلنت الهيئة عن توسيع استخدام الطرق المطاطية المرنة بنسبة 33% هذا العام. تهدف هذه المبادرة إلى تسهيل حركة المشاة، لا سيما كبار السن، وتقليل الإجهاد الناتج عن السير على الأسطح الصلبة.
شمل التوسع رصف الطريق بين مسجد نمرة ومحطة قطار المشاعر بعرفات، باستخدام أسفلت مطاطي مرن على مساحة تقارب 16 ألف متر مربع. وقد أثبتت تجارب مركز أبحاث الطرق أن هذا النوع من الرصف يساعد في تقليل الصدمات والإجهاد البدني، مما يعزز تجربة الحج بشكل عام.
بيئة ذكية وتقنيات ترسم مستقبل الحج
تعكس هذه المبادرات توجهًا حديثًا تتبناه المملكة في إدارة موسم الحج، يرتكز على دمج البحث العلمي بالتطبيق الميداني، وتطوير حلول مبتكرة محلية تلبي احتياجات ملايين الزوار من حول العالم. من خلال مشاريع مثل تبريد الطرق وتوسعة الممرات المرنة، تعيد السعودية تعريف مفهوم خدمة الحجاج، وتقدم نموذجًا عالميًا في كيفية تسخير الابتكار لحماية الإنسان وتعزيز جودة الشعائر.