تُعتبر كلمة “الزمالك” واحدة من الكلمات المثيرة للاهتمام من الناحية اللغوية، خاصةً عندما نتحدث عنها كاسم علم جغرافي معروف، فهي تشير إلى حي شهير في القاهرة، كما أنها تُستخدم أيضًا للإشارة إلى أحد أعرق الأندية الرياضية في مصر والعالم العربي، ولكن إذا نظرنا إليها من منظور لغوي بحت، يظهر سؤال مهم: هل لكلمة “الزمالك” جمع؟ وإذا كان لديها جمع، فما هو؟

مقال له علاقة: وزارة العمل في أسبوع.. جبران يقود وفد مصر في مؤتمر العمل الدولي بجنيف وقرار تاريخي بقبول فلسطين كعضو مراقب في المنظمة
لفهم جمع هذه الكلمة، يجب علينا أولاً التعرف على أصلها، حيث تعود “الزمالك” إلى الأصل التركي، ومفردها بحسب بعض الروايات هو “زَمَلك” أو “زُمَلك”، وهي تشير إلى الأكواخ الخشبية المؤقتة التي استخدمها الجنود العثمانيون كمساكن على ضفاف نهر النيل، ومع مرور الوقت، أصبح الاسم يُطلق على المنطقة التي كانت تنتشر فيها تلك الأكواخ، مما جعلها تتحول من وصف إلى اسم علم.
من الناحية العربية، إذا اعتبرنا “الزمالك” جمعًا لمفرد “زَمَلك” (أي كوخ خشبي صغير)، فإن الجمع هنا يُعتبر جمع تكسير، وفي هذه الحالة، لا يكون لـ”الزمالك” جمع جديد، لأنها في ذاتها تُعتبر جمعًا، مثل كلمات: “بيوت” (جمع بيت)، “كتب” (جمع كتاب)، فهي ليست بحاجة لجمع آخر.
ولكن إذا اعتبرنا “الزمالك” اسمًا مفردًا لمكان، فإن جمعها سيكون غير وارد لغويًا، لأن أسماء الأعلام لا تُجمع غالبًا، كما لا نقول “قاهِرات” أو “إسكندريات”.
اقرأ كمان: الإقلاع عن التدخين من خلال البدائل الطبية المناسبة للنيكوتين
عند الإشارة إلى حي الزمالك أو نادي الزمالك، تبقى الكلمة دائمًا في صيغة المفرد ولا تُجمع.
ومع ذلك، إذا أردنا استخدامها في سياق أدبي أو ساخر – مثل الحديث عن “زمالك متعددة في خيال الكاتب”، بمعنى مناطق تشبه الزمالك في طابعها – فقد نقول “زمالِك” على سبيل المجاز اللغوي أو التصوير الفني، رغم أن ذلك لا يُعتبر جمعًا فصيحًا معتمدًا.
في النهاية، تُعتبر كلمة “الزمالك” في الأصل جمعًا تركيًا يعني “أكواخ خشبية”، وفي اللغة العربية تُعامل كاسم علم لا يُجمع، ولا يوجد جمع عربي فصيح لكلمة “الزمالك” بصفتها اسمًا لمكان، إلا إذا استخدمت مجازيًا أو على سبيل التلاعب اللغوي، وفي هذه الحالة قد تُجمع على “زمالِك”.