يوم التروية: بداية مشوار الإيمان
مع بداية الأيام المباركة من شهر ذي الحجة، يطل على المسلمين يوم التروية، أحد أعظم أيام الحج، والذي يمثل أولى محطات ضيوف الرحمن في رحلتهم الإيمانية. يصادف يوم التروية الثامن من ذي الحجة، ويُعتبر من الأيام المباركة التي تسبق يوم عرفة. في هذا اليوم، يبدأ الحجاج بالتوجه إلى مشعر منى، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استعدادًا للوقوف بعرفة في اليوم التالي.

اقرأ كمان: فيلم سيكو سيكو يعرض حصريًا على يانغو بلاي بمناسبة عيد الأضحى 2025
أهمية يوم التروية
سُمّي هذا اليوم بيوم التروية لأن الحجاج في الماضي كانوا يتزودون فيه بالماء قبل الانطلاق إلى عرفات، حيث لم تكن هناك مصادر للمياه كما هو الحال اليوم. لذا، كانوا يرتوون ويتزودون بما يكفيهم من الماء والطعام تحسبًا لمشقة الطريق، ومن هنا جاء الاسم الذي يعكس عراقة هذه الشعيرة وتاريخها.
ممكن يعجبك: هل يمكن للمضحّي استخدام مال الزكاة لشراء الأضحية؟
الأنشطة المستحبة في يوم التروية
يقضي الحاج هذا اليوم في منى، حيث يُستحب له الإكثار من الذكر والتلبية والصلاة، مع المبيت هناك حتى طلوع فجر يوم التاسع من ذي الحجة. يُعتبر يوم التروية سنة مؤكدة عن الرسول الكريم، الذي واظب عليها في حجة الوداع، لما فيها من تهذيب للنفس وتصفية للقلوب قبيل يوم عرفة، الذي يمثل ذروة شعائر الحج.
فضل يوم التروية
يحمل يوم التروية فضلًا عظيمًا، إذ يُهيئ القلوب للخضوع والتقرب من الله، ويتيح للحاج فرصة للتأمل في المعاني السامية لمناسكه. كما أنه يرمز إلى الاستعداد النفسي والروحي للوقوف على صعيد عرفات، حيث يغفر الله الذنوب وينزل برحماته.
أعمال صالحة للمسلمين في كل مكان
ولا يقتصر فضل هذا اليوم على الحجاج فقط، بل يُستحب للمسلمين في كل مكان الإكثار من الأعمال الصالحة والدعاء، في أيام هي من أحب الأيام إلى الله. فالتروية ليست مجرد محطة زمانية، بل لحظة إيمانية عميقة تمهد للقلب طريقه نحو عرفات، حيث يكتمل المقصد وتُرفع الأكف رجاءً وقربًا من الله.