أحكام فقهية هامة حول صيام يوم عرفة وصلاة الجمعة يوم العيد
يبحث المسلمون في مختلف أنحاء العالم عن أحكام فقهية تتعلق بصيام يوم عرفة وصلاة الجمعة التي تتزامن مع يوم العيد. ويصادف أول أيام عيد الأضحى هذا العام يوم الجمعة، الموافق السابع من يونيو 2025، العاشر من شهر ذي الحجة 1446. لذا، قمنا بجمع آراء جمهور العلماء حول هذين الأمرين.

ممكن يعجبك: موعد صرف رواتب يونيو في الأردن بعد الزيادة الرسمية والمؤكدة
هل يأثم من ترك صيام يوم عرفة؟
يوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ عويضة عثمان، بعض الأحكام المتعلقة بصيام يوم عرفة، خاصةً للمرضى. كما يتناول المقال حكم صلاة الجمعة إذا صادفت يوم العيد، مستعرضًا آراء المذاهب المختلفة.
لا كفارة على المريض لترك صيام يوم عرفة
ردًا على سؤال سيدة مريضة حول وجوب إخراج كفارة عن عدم صيام يوم عرفة، أكد الشيخ عويضة عثمان أن صيام يوم عرفة هو سنة وليس فرضًا. وبالتالي، لا إثم على من لم يصمه، خاصةً إذا كان لديه عذر شرعي كالمرض. فالصوم في هذا اليوم مستحب للمقيم القادر، بينما لا يُندب للحاج الصيام في يوم عرفة.
وأشار الشيخ إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة: “يكفر السنة الماضية والباقية”، مما يدل على عظيم أجر هذا اليوم. لكنه أبرز أن ترك صيامه لا يستوجب كفارة أو إثم، بل يفوت الإنسان فضلًا عظيمًا.
وأضاف الشيخ أن المريض الذي لا يستطيع الصيام، سواء في رمضان أو في صيام التطوع، يُعذر. ولا يُطلب منه إلا ما أوجبه الله، وفي حالة رمضان: إما القضاء أو الكفارة إذا كان المرض مزمنًا. أما صيام التطوع، فلا كفارة فيه أبدًا. واختتم حديثه بالتأكيد على أن صيام يوم عرفة وغيره من الأيام الفاضلة في العشر الأولى من ذي الحجة هو من أعمال الخير العظيمة، لكنه لا يُكلف به من لا يستطيع.
حكم صلاة الجمعة لمن شهد صلاة العيد
تثار مسألة حكم صلاة الجمعة إذا صادفت يوم العيد، وقد اختلفت آراء الفقهاء في ذلك:
يرى فقهاء مذهب الحنفية والمالكية أنه إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة، فإن إحدى الصلاتين لا تجزئ عن الأخرى، مما يعني أن كلا الصلاتين واجبة.
أما مذهب الشافعية، فقد اتفق أيضًا على هذا الرأي، ولكنه رخص لأهل القرى الذين شهدوا صلاة العيد ألا يشهدوا صلاة الجمعة. جاء في “المغني” لابن قدامة: “وإن اتَّفَقَ عِيدٌ في يَوْمِ جُمُعَةٍ، سَقَطَ حُضُورُ الجُمُعَةِ عَمَّنْ صَلَّى العِيدَ، إلَّا الإِمامَ …” كما روي عن الشافعي أنه إذا صُليت الجمعة في وقت العيد، أجزأت صلاة الجمعة عن صلاة العيد، وذلك بناءً على رأيه في جواز تقديم الجمعة قبل الزوال.
أما رأي شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد أوضح أن هناك ثلاث آراء في المسألة: الأولى، تجب الجمعة على من شهد العيد. الثانية، تسقط عن أهل البادية والقرى. والثالث، وهو القول الصحيح الذي رجحه ابن تيمية، هو أن من شهد العيد تسقط عنه الجمعة، لكن يجب على الإمام إقامة الجمعة ليشهدها من شاء.
شوف كمان: إجازة الربيع الأطول في العراق هذا العام
استدل ابن تيمية بقوله صلى الله عليه وسلم عندما اجتمع في يومه عيدان: “أيها الناس! إنكم قد أصبتم خيرًا، فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد، فإنا مجمعون”. وفسر ذلك بأن اجتماع عبادتين من جنس واحد قد يدخل إحداهما في الأخرى، وأن فرضية الجمعة قد تكون تضييقًا على الناس في عيدهم.
في حين أشار الشيخ ابن باز إلى جواز صلاة الجمعة لمن حضر العيد، مؤكدًا أنه صلى الله عليه وسلم رخص في الجمعة لمن شهد العيد. وقال: “اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شهد العيد، فلا جمعة عليه، ولكن لا يدع صلاة الظهر، والأفضل أن يصلي مع الناس جمعة، فإن لم يصل الجمعة صلى ظهرًا.” وأوضح أنه إذا حضر مع الإمام ثلاثة فأكثر، صلوا الجمعة، وإن لم يحضر إلا واحد، صليا ظهرًا.