تأثير انفراجة الاتفاق التجاري بين الصين وأمريكا على مصر والعالم

تشهد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين انفراجة في ضوء نتائج محادثات اليوم بين أكبر اقتصادين في العالم في جنيف بسويسرا. ذكرت وسائل إعلام أمريكية، الاحد، أن البيت الأبيض أصدر بيانا صحفيا يعلن فيه التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، دون تقديم أيّة تفاصيل بشأن الاتفاق مع بكين.

تأثير انفراجة الاتفاق التجاري بين الصين وأمريكا على مصر والعالم
تأثير انفراجة الاتفاق التجاري بين الصين وأمريكا على مصر والعالم

بيان البيت الأبيض بشأن الاتفاق بين الصين وأمريكا

وأوضحت شبكة “إن بي سي نيوز”، أن بيان البيت الأبيض يشير إلى بيان الممثل التجاري الأمريكي جيمسون جرير، الذي قال فيه “إننا واثقون من أن الاتفاق الذي توصلنا إليه مع شركائنا الصينيين سيساعدنا في العمل على حل هذه الحالة الوطنية الطارئة”. وأكد نائب رئيس الوزراء الصيني، أن محادثات التجارة مع الجانب الأمريكي كانت بناءة وأحرزت تقدما جوهريا. بدوره، أعلن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، أن الجانبين الصيني والأمريكي توصلا إلى توافق مهم. ويتمسك ترامب بأن الرسوم ستقوّي أمريكا، بينما تعهدت بكين بـ”القتال حتى النهاية”، لكن الواقع أن الطرفين يعانيان.

اتفاق تجاري مهم بين الصين وأمريكا

إذ تراجع الإنتاج الصناعي في الصين، ووصل النشاط الخدمي لأدنى مستوى له منذ سبعة أشهر، بحسب بيانات حكومية ومسح أجرته وسيلة إعلام صينية.

كما أن مُصدّرو الصين يعانون من تكدّس البضائع، في ظل بحثهم عن أسواق بديلة.

ويقول بيرت هوفمان من جامعة سنغافورة، إن “الصين تدرك أن الاتفاق أفضل من لا اتفاق، لذا قررت تبني نهج براغماتي وبدء المحادثات”.

ومن ناحية أخرى، تسببت الرسوم الجمركية في انكماش الاقتصاد الأمريكي لأول مرة منذ ثلاث سنوات، وعبّر أصحاب الأعمال عن مخاوفهم من انهيار سلاسل التوريد.

وحتى ترامب أقرّ بتأثر المستهلك الأمريكي، قائلاً إن الأطفال الأمريكيين “قد يحصلون على دميتين بدلًا من ثلاثين، وقد تدفع العائلة ثمناً أعلى”.

تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي

وتراجعت شعبية ترامب بسبب مخاوف التضخم والركود، حيث يرى أكثر من 60 في المئة من الأمريكيين أنه يركز بشكل مفرط على الرسوم الجمركية. صعدت الأسهم الأمريكية مع بداية تعاملات الأسبوع بعد ما ألمح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بقرب اتفاق تجاري مع الصين.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعى بنسبة 0.3%، كما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بنسبة 0.4%، كما صعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.6%.

كانت التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم قد بلغت ذروتها بعد أن رفع الرئيس دونالد ترمب الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية تدريجياً لتصل إلى 145%. قالت واشنطن إن تلك الرسوم تهدف إلى معالجة دور الصين في تجارة الفنتانيل، وفائضها التجاري الكبير مع الولايات المتحدة، والرد على الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها بكين بعد التصعيد الأميركي الأول. من جانبها، ردت الصين بزيادة الرسوم على السلع الأميركية لتصل إلى 125%.

أدى هذا التصعيد المتبادل إلى حالة جمود في العلاقات بين البلدين؛ حيث تمسك كل طرف بموقفه دون مؤشرات على وجود مخرج للأزمة. غير أن الطرفين اعترفا في نهاية المطاف بالحاجة إلى خفض التوترات والرسوم، وتم الإعلان عن بدء المحادثات رسمياً.

يُرجح أن تكون مخاوف من نقص حاد في السلع على غرار فترات الجائحة قد ساهمت في إضفاء طابع الاستعجال على الاجتماعات، إذ تلقى ترمب وفريقه الاقتصادي مناشدات من كبار مسؤولي شركات التجزئة الذين حذروا خلال اجتماعاتهم مع مسؤولين رفيعي المستوى من أن استمرار الرسوم المرتفعة قد يؤدي إلى نقص شديد واضطرابات في سلاسل الإمداد.

من جانبه، سعى الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دعم اقتصاد بلاده قبل المحادثات، إلا أن البيانات الاقتصادية أظهرت مؤشرات على الضعف.

الوفد الأمريكي مقيد بسبب ترمب

كان الفريق الأمريكي قد بدأ يومه الأول من المحادثات وهو مقيّد إلى حد ما بتصريحات ترمب، الذي نشر على منصة “تروث سوشال” قبيل انطلاق الاجتماعات: “فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على الصين يبدو قراراً صائباً”. وأضاف أن القرار يعود إلى وزير خزانته، دون تقديم توضيحات إضافية.

بعد انتهاء اليوم الأول من المحادثات، عاد ترمب للنشر على “تروث سوشال”، مشيداً بـ”تقدم كبير” تم إحرازه، وقال إن “الكثير” من الأمور تم الاتفاق عليها، بينما التزم المفاوضون الصمت واستمروا في النقاش حتى وقت متأخر من الليل.

قال ترامب يوم السبت: “إعادة ضبط شاملة تم التفاوض عليها بطريقة ودّية لكن بناءة”. وأضاف: “من أجل مصلحة كل من الصين والولايات المتحدة نريد أن نشهد انفتاحاً أكبر للسوق الصينية أمام الشركات الأميركية”.

أوضح ترامب للصحفيين يوم الجمعة أنه قد يتحدث إلى نظيره الصيني بعد انتهاء محادثات سويسرا، وذلك بناءً على توصية بيسنت.

يُذكر أن الولايات المتحدة والصين قد وقّعتا اتفاقاً تجارياً سابقاً في نهاية الولاية الأولى لترمب في يناير 2020، وصفه حينها بأنه “تاريخي” وأنه “يصوّب أخطاء الماضي”.

تضمن الاتفاق التزام بكين بشراء ما يزيد على 200 مليار دولار من السلع والخدمات الأميركية الإضافية، وفتح سوقها أمام المنتجات الزراعية والخدمات المالية الأميركية.

وجه ترامب مراراً اللوم إلى إدارة الرئيس جو بايدن بسبب عدم تنفيذ الاتفاق، بعد أن أخفقت الصين في الوفاء بتعهداتها.

تأثير هدوء التوترات بين الصين وأمريكا على الاقتصاد المصري

وفيما يخص موقف الحكومة المصرية من الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، أن حدوث اتفاق بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بعد التوترات الأخيرة أمرا في غاية الأهمية في ظل الظروف الحالية.

وأضافت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، في حوار مع الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج الحكاية، المذاع عبر قناة إم بي سي مصر، مساء اليوم الأحد، أن الاستثمار سيتحرك بشكل أكبر، والدولة النامية تحتاج بشدة للاستقرار في الاسواق، متابعة أن حالة عدم الأمان تقل بعد هدوء التوترات بين أمريكا والصين. وتابعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، أن الاتفاق بين الصين وأمريكا أمرا في غاية الأهمية ويؤثر بشكل ايجابي على الاقتصاد العالمي.

أكدت رانيا المشاط، وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن مصر تدخل مرحلة الاقتصاد الإنتاجي، وذلك بعد الانتهاء من اقتصاد البناء والتعمير والبنية التحتية.

ونوهت رانيا المشاط، وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بأن الاتفاق التجاري سينهي حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي وهو ما من شأنه أن يؤدي لتحرك الاستثمارات الجامدة، وبدء تدفقها للأسواق.

وأشارت رانيا المشاط، وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى أن الإصلاح الهيكلي للاقتصاد المصري يخدم جذب الاستثمار الأجنبي المباشر والتوسعات الصناعية.