انفجار مفاجئ في ارتفاع أسعار الفضة لأعلى مستوى منذ 2011 وسط شح الإمدادات

شهدت أسعار الفضة قفزة ملحوظة إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2011، مدفوعةً بزيادة العلاوات المفروضة على السعر في الولايات المتحدة، مع ظهور مؤشرات واضحة على نقص الإمدادات في سوق لندن الفورية. هذا الارتفاع يعكس حالة من التوتر في أسواق الفضة العالمية، حيث تتقاطع عوامل الطلب والعرض لتؤثر على حركة الأسعار بشكل كبير.

في ظل هذه الأوضاع، شهدت عقود الفضة المستقبلية في الولايات المتحدة ارتفاعًا غير معتاد، مما أدى إلى ظهور فجوة سعرية غير مألوفة بين السوقين الرئيسيين، وهو أمر عادةً ما يُعالج سريعًا عبر آليات المراجحة. هذا التباين يعكس حالة من عدم التوازن في السوق، ناتجة عن عوامل جغرافية وتنظيمية مختلفة.

ارتفاع أسعار الفضة بالأسواق

قفزت أسعار الفضة بنسبة 1.6% لتصل إلى 37.59 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011. في الوقت نفسه، سجلت عقود الفضة المستقبلية في الولايات المتحدة ارتفاعًا أكبر، حيث وصلت عقود تسليم سبتمبر إلى 38.46 دولارًا للأونصة. من النادر أن تظهر فجوة سعرية بهذا الحجم بين السوق الفوري والسوق المستقبلية، حيث يتم عادةً تصحيحها بسرعة عبر عمليات المراجحة.

اختلال الأسعار بين السوقين الرئيسيين

آخر مرة شهدت فيها السوقين الرئيسيتين للفضة هذا النوع من الاختلال في الأسعار كانت في بداية العام، حين أثرت التوقعات بفرض رسوم جمركية أمريكية على واردات الفضة على ارتفاع أسعار العقود المستقبلية في الولايات المتحدة. هذا الاختلال دفع المتعاملين إلى رفع أسعار عقود التأجير، سعياً لتوفير المعدن للشحنات الموجهة إلى المخازن المرتبطة ببورصة “كومكس” في نيويورك.

موجة شحن الفضة إلى أمريكا

شهدت الولايات المتحدة موجة شحن مكثفة للفضة، لكنها توقفت فجأة بعد أن أكد البيت الأبيض عدم إعفاء المعدن النفيس من الرسوم الجمركية. في لندن، ارتفعت تكلفة اقتراض الفضة لمدة شهر على أساس سنوي إلى نحو 4.5% يوم الجمعة، وهو ارتفاع كبير مقارنة بسعر الفائدة المعتاد القريب من الصفر. كما يشير ارتفاع أسعار عقود التأجير إلى نقص واضح في الإمدادات المتاحة في السوق.

نقص مخزونات الفضة المتاحة

تملك معظم الفضة المتداولة في بورصة لندن صناديق استثمارية، مما يعني أن هذه الكميات ليست متاحة للإقراض أو الشراء المباشر. وفي الآونة الأخيرة، استفاد سعر الفضة من تدفقات استثمارية كبيرة إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالفضة، حيث ارتفعت الحيازات بمقدار 1.1 مليون أونصة يوم الخميس، وفقًا لبيانات “بلومبرج”.

وأشار دانيال غالي من شركة “تي دي سيكوريتيز” إلى أن خروج الفضة من السوق نتيجة فرص المراجحة المرتبطة بالرسوم الجمركية أدى إلى انخفاض المخزونات إلى مستويات حرجة. وكتب في مذكرة يوم الخميس: “توقعاتنا لحجم الفضة المتاحة للتداول في اتحاد سوق السبائك في لندن عند أدنى مستوى على الإطلاق، وهو مؤشر على أن سيولة الفضة ستبقى ضيقة، وأن أسواق الفضة لن تستعيد توازنها إلا عبر الضغط على المخزون الفعلي”.

تفوق صعود الفضة على الذهب

حقق المعدن الأبيض ارتفاعًا بنسبة 27% هذا العام، متفوقًا بذلك على مكاسب الذهب خلال نفس الفترة. تتميز الفضة بخصائص مزدوجة، فهي تُستخدم كأصل مالي وأيضًا كمادة أولية في العديد من الصناعات، لا سيما تقنيات الطاقة النظيفة. الفضة مكون أساسي في ألواح الطاقة الشمسية، التي تشهد طلبًا متزايدًا كمصدر مهم للطاقة المتجددة.

وبحسب “معهد الفضة” المتخصص في القطاع، تواجه الأسواق عجزًا في المعروض للعام الخامس على التوالي، مما يعزز الضغوط على الأسعار ويزيد من التوقعات باستمرار ارتفاعها في المستقبل.

ارتفاع المعادن النفيسة