شهدت مصر بثاً مباشراً لشعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر، حيث قامت التلفزيون المصري والإذاعة المصرية وعدد من القنوات الفضائية الخاصة بنقل هذه الصلاة، مما جذب ملايين المشاهدين داخل مصر وخارجها. يعكس هذا المشهد الدور الجوهري للأزهر الشريف كمنارة علمية ودعوية في العالم الإسلامي.
تخلل البث تلاوة للقرآن الكريم بصوت الشيخ أحمد تميم المراغي، الذي أضفى بصوته العذب أجواءً روحانية مميزة، بينما ألقى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خطبة الجمعة التي تميزت بغناها بالمضامين الدعوية والتربوية القيمة.
مقال مقترح: فتح باب التقديم لبرامج التعاون العلمي في البحث والابتكار بين مصر واليابان
موضوع خطبة الجمعة: لله درك يا ابن عباس
حملت خطبة الجمعة عنوان “لله درك يا ابن عباس”، وهو الموضوع الموحد الذي حددته وزارة الأوقاف لمساجد الجمهورية هذا الأسبوع، باستثناء الجامع الأزهر الذي يتبع مباشرة مشيخة الأزهر الشريف. وتناولت الخطبة مآثر الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ودوره البارز في حفظ وتفسير القرآن الكريم ونقل السنة النبوية.
شوف كمان: رئيس وزراء صربيا يلقي محاضرة بجامعة القاهرة بحضور وزير التعليم العالي لتعزيز التعاون العلمي والثقافي
قيم العلم والفقه في شخصية ابن عباس
سلطت الخطبة الضوء على خصال العلم والفقه والاستنباط التي تميز بها ابن عباس، داعيةً الجميع إلى الاقتداء بنموذجه في طلب العلم وخدمة الإسلام بالعلم النافع، باعتباره مثالاً يُحتذى به في السعي وراء المعرفة الدينية.
تعليمات وزارة الأوقاف بشأن خطبة الجمعة
شددت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة بضرورة الالتزام بموضوع الخطبة، سواء نصاً أو مضموناً، مع تحديد زمن الخطبة بين 10 إلى 15 دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معاً، حرصاً على راحة المصلين وتفعيل مبدأ الإيجاز الذي يُعتبر من أسس البلاغة. وأكدت الوزارة أن الإيجاز في الخطبة يحقق أثراً دعوياً أبلغ، مشيرة إلى وجود فرص واسعة لتفصيل الموضوعات الدينية والفكرية من خلال الندوات والدروس العلمية والملتقيات المنتظمة في مختلف المساجد والمراكز الثقافية التابعة لها.
ويُعتبر الجامع الأزهر الشريف من أقدم وأهم منابر الدعوة الإسلامية في العالم، حيث يواصل الأزهر دوره في نشر الفكر الوسطي المستنير، والتصدي لأفكار الغلو والتشدد، بالإضافة إلى تخريج العلماء والدعاة المؤهلين الذين يساهمون في خدمة الإسلام وقضايا الأمة. وتعد صلاة الجمعة من الجامع الأزهر مناسبة دينية وعلمية ذات رمزية كبيرة، لما تحمله من رسائل دعوية تستهدف كافة فئات المجتمع وتواكب تطلعات المسلمين في ظل التحديات المعاصرة.