قبل حوالي 252 مليون سنة، حدث أحد أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ الأرض، حيث انقرضت معظم أشكال الحياة بشكل مفاجئ. يُعرف هذا الحدث باسم الانقراض الجماعي البرمي-الترياسي، ويُعتبر الأكثر فتكًا بين خمسة أحداث انقراض جماعي شهدها كوكبنا خلال 539 مليون سنة.
تأثر هذا الانقراض بشكل كبير بأنواع الحياة، حيث اختفى ما يصل إلى 94% من الأنواع البحرية و70% من فصائل الفقاريات الأرضية. كما تراجعت الغابات الاستوائية، التي كانت تلعب دورًا حيويًا في تنظيم درجة حرارة الأرض، بشكل كبير. رغم أن العلماء اتفقوا على أن هذا الحدث نجم عن زيادة مفاجئة في غازات الدفيئة، إلا أن السبب وراء استمرار هذه الظروف الحارة لعدة ملايين من السنين ظل لغزًا محيرًا.
من نفس التصنيف: النتيجة على الموقع الرسمي الشهادة الإعدادية محافظة أسيوط رابط وخطوات الحصول عليها
تفاصيل الانقراض العظيم
لقد كان الانقراض الجماعي البرمي-الترياسي حدثًا مدمرًا أسفر عن فقدان هائل للتنوع البيولوجي. كما أن الغابات الاستوائية التي كانت تُعتبر مراكز هامة للكربون، شهدت انخفاضًا كبيرًا في أعدادها. تتعدد النظريات حول أسباب ذلك، ولكن الأبحاث تشير إلى أن الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة كان له تأثيرات جذرية على الحياة على الأرض.
مقال مقترح: هل 30 يونيو إجازة رسمية هذا العام أم لا؟
ثوران بركاني هائل
تُعتبر الانفجارات البركانية الهائلة في منطقة سيبيريا الحديثة، والمعروفة باسم “فخاخ سيبيريا”، هي الشرارة التي أدت إلى هذا الانقراض العظيم. حيث أطلقت هذه الانفجارات كميات ضخمة من الصخور المنصهرة في حوض رسوبي غني بالمواد العضوية، مما ساهم في رفع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير.
الآثار المناخية
تُشير التقديرات إلى أن درجات حرارة السطح على اليابسة قد ارتفعت بنحو 6 إلى 10 درجات مئوية، وهو ما لم يُعطِ الفرصة للعديد من الكائنات الحية للتكيف. بينما في ثورات بركانية أخرى، يعود النظام المناخي إلى حالته السابقة في غضون 100,000 إلى مليون سنة، فإن ظروف “الاحتباس الحراري الفائق” التي صاحبت هذا الانقراض استمرت لمدة تصل إلى خمسة ملايين سنة. وقد أدت هذه الظروف إلى ارتفاع متوسط درجات حرارة سطح الأرض عند خط الاستواء لأكثر من 34 درجة مئوية، وهو ما يزيد بحوالي 8 درجات مئوية عن المتوسط الحالي.