في خطوة تاريخية تعكس الطموح المصري والرؤية المستقبلية، حقق الشاب المصري مينا رزق إنجازًا غير مسبوق على الساحة الدولية، حيث تقلد منصب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو). هذه الخطوة تُبرز الدور المحوري لمصر في القضايا العالمية، لا سيما في مجال الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
يجسد هذا الإنجاز ليس فقط نجاحًا فرديًا، بل يعكس توجه الدولة نحو تمكين الشباب وتوسيع حضورها الدولي من خلال قيادات شابة قادرة على التأثير في صنع القرار العالمي. وهو مؤشر واضح على مكانة مصر المتنامية في المحافل الدولية، وحرصها على المشاركة الفعالة في مواجهة التحديات العالمية.
من نفس التصنيف: مدبولي: الأموال الساخنة غادرت مؤقتًا بسبب صراع إيران وإسرائيل وستعود مع استقرار الأوضاع
مينا رزق.. أصغر مصري يتصدر «الفاو»
تخطى الدبلوماسي الشاب مينا رزق كل التوقعات عندما انتُخب رئيسًا للمجلس التنفيذي لمنظمة الفاو، ليصبح أول مصري وأصغر شخصية في تاريخ المنظمة منذ تأسيسها عام 1945 يتبوأ هذا المنصب، وهو في عمر 38 عامًا فقط. جاء هذا الفوز خلال جلسة حاسمة شهدت تنافس ستة مرشحين من قارات مختلفة، بينهم وزراء ومسؤولون كبار، حيث حصد رزق دعمًا إجماعيًا، ما يعكس الثقة الكبيرة في قدراته ومكانة مصر المتزايدة في مجال الحوكمة الدولية للأمن الغذائي.
من نفس التصنيف: بطريرك الأقباط الكاثوليك يقيم قداس المناولة الاحتفالية وسيامة شمامسة جدد
مسيرة قيادية واستثمار في الشباب
بدأ مينا رزق رحلته الأكاديمية بدراسة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم تدرج في مناصب دبلوماسية بارزة، شملت باحثًا اقتصاديًا في وزارة التعاون الدولي، وممثلًا دائمًا لمصر في منظمة الفاو، فضلاً عن رئاسة القسم السياسي في سفارة مصر ببكين، ومناصب متعددة في وزارة الخارجية. كما حصل على درجة الماجستير من جامعة نوتردام الأمريكية. وتمثل رئاسته دليلاً واضحًا على رؤية القيادة المصرية التي تركز على تمكين الشباب الوطني وتوسيع دورهم في المحافل الدولية، وهو ما أكده السفير بسام راضي، مندوب مصر الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في روما.
«الفاو».. قيادة عالمية للأمن الغذائي
تُعد منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) واحدة من أبرز الهيئات الدولية المعنية بالقضاء على الجوع وتعزيز الأمن الغذائي العالمي، إذ تقوم بصياغة السياسات الزراعية المستدامة لمواجهة التحديات المتزايدة في قطاع الغذاء والمياه. وتشير رئاسة مصر للمجلس التنفيذي إلى زيادة نفوذها في صنع القرارات التي ترسم مستقبل الزراعة والأمن الغذائي على مستوى العالم، في ظل جهود الدولة لتعزيز قدراتها الوطنية عبر مشاريع كبرى في هذا المجال.
يمثل فوز مينا رزق بهذا المنصب الأممي الرفيع إنجازًا يتجاوز الطابع الشخصي، ليكون تتويجًا لمسيرة دولة تؤمن بقدرات شبابها وتدفع بهم إلى مقدمة المشهد العالمي. وفي وقت تواجه فيه الإنسانية تحديات متزايدة في مجالات الغذاء والمناخ والتنمية، يُفتح هذا الفوز آفاقًا جديدة أمام مصر لتكون شريكًا فاعلًا في صياغة سياسات المستقبل.
وبقيادة شابة على هذا المستوى، لم يعد الحضور المصري في المؤسسات الدولية مجرد تمثيل رمزي، بل تحوّل إلى قيادة فعلية تسهم في رسم ملامح عالم أكثر أمانًا واستدامة.