اكتشفت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة بين المجلس وجامعة ميلانو مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخور من العصور اليونانية والرومانية. هذه المقابر تحتوي على نقوش هيروغليفية محفوظة بشكل جيد، وتقع في الجبانة المحيطة بمنطقة ضريح الآغاخان في البر الغربي بأسوان.
تعتبر هذه الاكتشافات دليلاً على غنى الحضارة المصرية القديمة وتنوعها عبر العصور. كما تعكس أهمية التعاون العلمي الدولي في دعم جهود الاكتشافات الأثرية، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم المجتمع المحلي في أسوان خلال العصرين البطلمي والروماني.
من نفس التصنيف: أسعار السلع التموينية يونيو 2025 بين 3 و30 جنيهًا
ضريح الآغاخان
أسفرت أعمال الحفائر خلال موسم الحفائر لهذا العام عن اكتشاف المقبرة رقم (38)، التي تُعتبر من أبرز المقابر المكتشفة حتى الآن من حيث التصميم والحالة الإنشائية. تقع هذه المقبرة على عمق يزيد عن مترين تحت الأرض، ويؤدي إليها سلم حجري مكون من تسع درجات محاطة بمصاطب من الطوب اللبن، كانت تُستخدم لوضع القرابين الجنائزية.
تفاصيل المقبرة المكتشفة
داخل المقبرة، عُثر على تابوت من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه نحو مترين، موضوع فوق منصة صخرية نُحتت مباشرة في الجبل. يتميز الغطاء بتصميم على هيئة آدمية يحمل ملامح واضحة لوجه إنسان مزين بباروكة وزخارف مذهلة. بالإضافة إلى ذلك، وُجد عمودان من النصوص الهيروغليفية تسجل أدعية للآلهة المحلية في منطقة أسوان، واسم صاحب المقبرة “كا-مِسيو”، الذي كان أحد كبار المسؤولين في عصره، إلى جانب أسماء أفراد من أسرته. كما تم العثور على مومياوات، بعضها لأطفال.
أهمية الاكتشافات
وصف شريف فتحي وزير السياحة والآثار هذا الكشف بأنه إضافة نوعية لمحافظة أسوان، مما يعكس تنوع وثراء الحضارة المصرية القديمة. وأكد على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، حيث تفتح المقابر المكتشفة آفاقًا جديدة لفهم طبيعة المجتمع المحلي خلال العصور القديمة. كما أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الكشف يدل على استمرار الاستخدام الجنائزي للمنطقة من قبل مختلف الطبقات الاجتماعية، بدءًا من النخبة التي دُفنت في المقابر العلوية وصولًا إلى الطبقة المتوسطة.
مقال مقترح: كيفية الاستعلام عن حالة طلب الدعم السكني 1446 عبر sakani.sa وشروط استحقاقه
وأضاف أن النقوش واللقى المكتشفة ستوفر مادة علمية غنية للباحثين في مجال علم المصريات، خاصة فيما يتعلق بالتقاليد الجنائزية والرمزية الدينية. كما سيتم إخضاع المومياوات المكتشفة لفحوصات بالأشعة المقطعية والتحاليل البيولوجية خلال موسم الخريف المقبل، مما سيساعد في فهم هويات الأفراد وظروف حياتهم وأسباب وفاتهم.
وأوضح محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن هناك مقابر ضخمة تحت الأرض تعود للعصر البطلمي خُصصت لعائلات النخبة الثرية، وقد أُعيد استخدامها خلال العصر الروماني. كما كشفت البعثة في مواسم سابقة عن عدد من المصاطب الجنائزية والمقابر المنحوتة في صخور جبال سيدي عثمان، مما يعكس نمطًا معماريًا متميزًا.
جاء الاكتشاف ضمن أعمال البعثة الأثرية بالموقع هذا العام، والتي تعمل منذ عام 2019 برئاسة الدكتورة باتريتسيا بياشنتيني، أستاذة علم المصريات بجامعة ميلانو، وفهمي الأمين، مدير عام آثار أسوان. تُعتبر هذه الاكتشافات المتتالية في جبانة منطقة ضريح الآغاخان دليلاً ملموسًا على الأهمية الأثرية للمنطقة، وإحدى ركائز المشهد الأثري في أسوان.