تويوتا توقف إنتاج سيارتها الكهربائية الجديدة بسبب زيادة الطلب على البنزين

لطالما اتبعت تويوتا استراتيجية متنوعة في مصادر الطاقة، حيث تقدم مجموعة من السيارات الكهربائية والهجينة، بالإضافة إلى مركبات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين ومحركات احتراق داخلي تقليدية. ومع ذلك، فإن الطلب المتزايد على سيارات الدفع الرباعي المزودة بمحركات تقليدية دفع الشركة إلى اتخاذ قرار ملحوظ بتأجيل إنتاج سيارة كهربائية جديدة لصالح زيادة إنتاج السيارة الناجحة Grand Highlander.

هذا القرار يعكس التوجه الاستراتيجي لتويوتا، والذي يسعى لتحقيق التوازن بين الابتكار في مجال السيارات الكهربائية وتلبية احتياجات السوق الحالية. حيث يبدو أن الطلب على السيارات التقليدية ما زال قويًا، مما يجعل من الضروري إعادة تقييم أولويات الإنتاج.

تأجيل سيارة الدفع الرباعي الكهربائية إلى 2028

وفقًا لتقرير صادر عن وكالة بلومبرغ، قررت تويوتا تأجيل إنتاج سيارتها الكهربائية الجديدة من عام 2027 إلى عام 2028. كان من المقرر تصنيع هذه السيارة في مصنعها بولاية إنديانا، لكن تم نقل خط الإنتاج إلى مصنع آخر في جورج تاون بولاية كنتاكي، حيث من المتوقع أن يبدأ إنتاج طراز كهربائي مختلف في أواخر عام 2026، متأخراً عن الموعد الأصلي بحوالي 6 أشهر.

لا يعني قرار التأجيل تراجع تويوتا عن توجهها نحو السيارات الكهربائية، بل يُظهر استجابة مباشرة لاحتياجات السوق، خاصةً مع النجاح الكبير الذي حققته سيارة تويوتا جراند هايلاندر، المتاحة بنسخ هجينة وأخرى تعمل بالبنزين. وقد دفع هذا النجاح الشركة إلى إعادة ترتيب أولويات الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد.

مبيعات الكهرباء لا تواكب التوقعات

رغم أن تويوتا حققت أداءً جيدًا في الربع الأول من العام مع طرازها الكهربائي bZ4X، إلا أن سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة شهد تباطؤًا في النمو مقارنةً بالسنوات السابقة. هذه الظاهرة لا تقتصر على تويوتا فحسب، بل تشمل معظم شركات السيارات العالمية التي كانت تتوقع تسارعًا أكبر في التحول نحو الكهرباء.

توجهات السوق الحالية

في المقابل، تواصل السيارات الهجينة والبنزينية جذب أعداد كبيرة من المشترين، خصوصًا سيارات SUV الكبيرة مثل جراند هايلاندر، التي تجمع بين المساحة والعملية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للعائلات الأمريكية. تُظهر هذه الاتجاهات أن المستهلكين لا يزالون يفضلون الحلول الانتقالية مثل المحركات الهجينة على حساب السيارات الكهربائية البحتة، على الأقل في الوقت الراهن.

تعكس خطوة تويوتا مرونة في الاستجابة للطلب الفعلي في الأسواق، مع استمرارها في الاستثمار في المستقبل الكهربائي. ومع اقتراب عام 2026، قد نشهد تغييرات جديدة في ملامح السوق، لكن حتى ذلك الحين، يبدو أن السيارات التقليدية لا تزال تحظى بمكانة قوية.