تثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب وحملته التجارية قلق المحللين بشأن مستقبل الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة. فهم يرون أن هذه الإجراءات قد تعرض تدفقات رؤوس الأموال للخطر، مما يدفعهم إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهم الاستثمارية.
نقلت صحيفة “تلغراف” البريطانية عن رئيس إحدى كبريات شركات الوساطة المالية في لندن توقعاته بتحويل المستثمرين لأموالهم من الولايات المتحدة إلى أوروبا، تحسبًا لتداعيات الحرب التجارية التي أطلقها ترامب. وقد صرح ستيفن فاين، الرئيس التنفيذي لشركة بيل هانت، بأن مخاوف المتداولين دفعتهم لسحب مبالغ ضخمة من الأسواق الأمريكية في الأشهر الأخيرة، ويعزو ذلك بشكل كبير إلى سياسة التعريفات الجمركية التي بدأها الرئيس في يوم الاستقلال.
مقال مقترح: السباق بدأ للتنسيق الثانوية العامة محافظة سوهاج 2025 مؤشرات أولية
أثر السياسة التجارية على المستثمرين
أوضح فاين أن تصرفات ترامب، خاصة في مجال السياسة التجارية، خلقت حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، مما جعل المستثمرين يفكرون مليًا قبل وضع كل أموالهم في بلد واحد كالولايات المتحدة. تساءل فاين عما إذا كانت أمريكا ستحافظ على جاذبيتها كملاذ آمن للاستثمار في السنوات المقبلة، وأشار إلى أن الاستثمارات في السوق الأمريكية، مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500، قدمت أداءً جيدًا على مدى السنوات الخمس الماضية، لكن بعد “يوم التحرير”، بدأت النظرة تتغير.
عدم اليقين وتأثيره على السوق
أضاف فاين أن حالة عدم اليقين المستمرة تؤثر سلبًا على نشاط سوق رأس المال، مدفوعة بالمخاطر الجيوسياسية، والانتخابات، ومخاوف الركود التضخمي، والرسوم الجمركية الأمريكية. هذا التحول في معنويات المستثمرين له دلالة كبيرة، فوفقًا لبيانات بنك بيل هانت، تدفق ما يقرب من 24 تريليون دولار إلى الأصول الأمريكية منذ عام 2010.
مقال مقترح: رابط التسجيل لرياض الأطفال الأزهري 2025 kg1 azhar عبر بوابة الأزهر الإلكترونية
تحذيرات من تداعيات الرسوم الجمركية
حذر بيل هانت أيضًا من الأثر السلبي للرسوم الجمركية على الأعمال التجارية في المدينة، خاصة مع تراجع الإدراج في بورصة لندن، حيث كانت مستويات النشاط في أسواق الأسهم البريطانية “منخفضة تاريخيًا” في العام الماضي. كبير الاقتصاديين البريطانيين في شركة بيل هانت، كالوم بيكرينج، استشهد بضعف الدولار كمثال على خروج أموال المستثمرين من الولايات المتحدة. فقد الدولار نحو 8% من قيمته مقابل الجنيه الإسترليني منذ بداية العام، ونحو 11% مقابل اليورو خلال الفترة نفسها. بالتزامن مع ذلك، تتزايد المخاوف بشأن المادة 899 من مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي يدعمه ترامب، والتي يرى البعض أنها قد تأتي بنتائج عكسية وتقوض مكانة الدولار كملاذ آمن.