ارتفاع جنوني في الذهب مع توقع أول مكاسب أسبوعية منذ أسبوعين وسط تصاعد المخاوف المالية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا عالميًا ومحليًا خلال تعاملات الجمعة 4 يوليو 2025، مدعومة بزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة وسط تصاعد المخاوف المالية بعد موافقة الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق المقدم من الرئيس دونالد ترامب. جاء هذا الارتفاع بالتزامن مع استمرار تراجع الدولار الأمريكي، ما عزز جاذبية المعدن النفيس لدى المستثمرين.

على الصعيد العالمي، صعدت أونصة الذهب بنسبة 0.5% لتصل إلى 3345 دولارًا، مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من أسبوعين، بعدما افتتحت تداولات اليوم عند 3324 دولارًا، ويتداول السعر حاليًا قرب 3342 دولارًا للأونصة. ويأتي هذا الأداء رغم تراجع الذهب أمس بنسبة 0.9% عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكي الأقوى من المتوقع، والتي عززت التوقعات باستقرار أسعار الفائدة.

الأداء العالمي للذهب

أظهرت البيانات الصادرة الخميس أن الاقتصاد الأمريكي أضاف نحو 147 ألف وظيفة في يونيو، مع انخفاض معدل البطالة إلى 4.1%. هذه المؤشرات دعمت موقف الفيدرالي في الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير، مما شكل ضغطًا مؤقتًا على الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا. إلا أن تمرير قانون ترامب الجديد، المتوقع أن يزيد الدين العام الأمريكي بنحو 3.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل، أثار مخاوف المستثمرين من تفاقم العجز المالي، فزادوا من حيازاتهم من الذهب كأداة تحوط ضد تراجع الدولار والمخاطر الاقتصادية.

تراجع الدولار وتأثيره على الذهب

استمر مؤشر الدولار في التراجع، متجهًا نحو تسجيل خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وزادت المخاوف بعد إعلان ترامب بدء إصدار إشعارات رسمية بفرض رسوم جمركية جديدة على صادرات الدول الكبرى تتراوح بين 20% و30%، في إطار توجه للحد من الاتفاقات التجارية والاكتفاء بصفقات ثنائية مع دول محدودة مثل المملكة المتحدة وفيتنام. هذه التطورات تعزز احتمالات الضغط على الدولار، مما قد يفتح المجال لمزيد من الصعود في أسعار الذهب عالميًا، خاصة مع اقتراب موعد 9 يوليو لتنفيذ الرسوم.

مشتريات البنوك المركزية من الذهب

في هذا السياق، أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية أضافت صافي 20 طنًا إلى احتياطياتها من الذهب خلال مايو، رغم تباطؤ وتيرة الشراء مقارنة بالشهور السابقة. تصدر بنك كازاخستان المركزي القائمة بإجمالي 7 أطنان، تلاه كل من تركيا وبولندا بواقع 6 أطنان لكل منهما، في حين باعت سنغافورة نحو 5 أطنان من احتياطياتها.

الذهب في السوق المحلية

على الصعيد المحلي، ارتفعت أسعار الذهب في السوق المصرية بالتزامن مع الصعود العالمي، رغم استمرار الضغط الناتج عن تراجع سعر الدولار أمام الجنيه. سجل سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا – نحو 4650 جنيهًا وقت إعداد التقرير الفني لجولد بيليون، مقابل 4645 جنيهًا أمس، بارتفاع طفيف قدره 5 جنيهات. وكان الذهب المحلي قد فقد نحو 30 جنيهًا خلال تعاملات الخميس، متأثرًا بهبوط الأونصة عالميًا، إلا أن تعافي السعر العالمي اليوم ساعد على استعادة بعض الزخم داخل السوق المحلي.

رغم هذا الارتفاع، يشكل تراجع الدولار في البنوك المصرية عامل ضغط على أسعار الذهب المحلية، حيث يحد من سرعة الصعود ويؤثر سلبًا على تسعير المعدن. في السياق ذاته، أشار صندوق النقد الدولي إلى عزمه إجراء المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج التمويل المصري خلال خريف 2025، مشيدًا بتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي، لا سيما في ملف التضخم والاحتياطي النقدي.

التحليل الفني للذهب

فنيًا، تراجع الذهب العالمي أمس إلى مستوى 3325 دولارًا للأونصة، وهو مستوى تصحيحي يمثل 38.2% من موجة الصعود الأخيرة، قبل أن يرتد اليوم ليقترب من مستوى المقاومة عند 3350 دولارًا. يترقب المستثمرون إغلاق الأسبوع لتأكيد اتجاه السعر على المدى القصير. محليًا، حافظ الذهب عيار 21 على تماسكه فوق مستوى 4650 جنيهًا للجرام، مدعومًا بتحسن الأونصة عالميًا، إلا أن استمرار هبوط الدولار يظل عقبة أمام أي ارتفاعات قوية في السوق المحلي.