أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي مجموعة من القرارات الهامة التي تتضمن تكليفات حاسمة للحكومة ورسائل قوية موجهة إلى المصريين والعالم. تعكس هذه القرارات رؤية الدولة للمرحلة الحالية والمستقبلية، وتؤكد على أولوياتها في تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز الاستقرار وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
من بين هذه القرارات، أصدر الرئيس السيسي قرارًا رقم 128 لسنة 2025 يتعلق بالموافقة على اتفاق قرض مشروع “إنشاء خط (الروبيكى – العاشر من رمضان – بلبيس)” بقيمة 35 مليون يورو بين حكومة جمهورية مصر العربية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
من نفس التصنيف: إنفوجراف يكشف عن طفرة غير مسبوقة في نهوض صادرات مصر الزراعية
العفو عن باقي العقوبة لبعض المحكوم عليهم
كما أصدر الرئيس قرارًا رقم 332 لسنة 2025، يقضي بالعفو عن باقي العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بالعيد الثاني عشر لثورة 30 يونيو 2013. كما تم تعيين أحمد سعد علي الشاذلي مستشارًا لرئيس الجمهورية للشئون المالية، وأشرف إبراهيم عطوة مجاهد نائبًا لرئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس.
زيادة التعويضات
في أعقاب حادث طريق أشمون، وجه الرئيس السيسي الحكومة بزيادة التعويضات بمبلغ 100 ألف جنيه لكل حالة وفاة و25 ألف جنيه لكل حالة إصابة، بالإضافة إلى المبالغ التي تم تحديدها من قبل وزارتي العمل والتضامن. كما طالب الحكومة بمتابعة صيانة وإصلاح الطرق بدقة، خاصة الطريق الدائري الإقليمي، مع ضرورة وجود إرشادات واضحة في مناطق الإصلاح.
اجتماع الرئيس مع وزير الطيران المدني
اجتمع الرئيس السيسي في مدينة العلمين مع الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني وسهير عبد الله رئيسة شركة مصر للطيران للخدمات الجوية. وقد تناول الاجتماع الرؤية الاستراتيجية الشاملة للنهوض بقطاع الطيران المدني، بما في ذلك الملاحة الجوية وتطوير المطارات وزيادة كفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين.
الرئيس يتابع الموقف التنفيذي لـ بوابة الجمهورية الجديدة الجوية
تابع الرئيس السيسي الموقف التنفيذي لمشروع “بوابة الجمهورية الجديدة الجوية” بمبنى (4) في مطار القاهرة الدولي، حيث تم عرض المواصفات الفنية للمشروع الذي يهدف إلى إنشاء مبنى ركاب جديد بسعة لا تقل عن 30 مليون راكب سنويًا. وقد وجه الرئيس بضرورة الالتزام بمعايير السلامة والأمن والاستدامة البيئية في جميع مراحل التنفيذ.
كما تم استعراض الاستراتيجية الوطنية لإشراك القطاع الخاص في تشغيل المطارات، والتي تهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وتطوير الخدمات المقدمة للمسافرين، مع الحفاظ على الملكية العامة لهذه الأصول الحيوية. وقد أكد الرئيس على أهمية التعاون مع القطاع الخاص في تطوير المطارات المصرية.
كما تناول الاجتماع ملف الملاحة الجوية، حيث تم الإشارة إلى الإشادات الدولية التي حصلت عليها المنظومة المصرية، ما يعكس كفاءة المراقبين الجويين المصريين. كما تم استعراض خطة تطوير المجال الجوي المصري من خلال تحديث الأنظمة الرادارية.
تناول الاجتماع أيضًا التطورات التي حققتها شركة مصر للطيران، حيث حصلت على جوائز متعددة هذا العام، بما في ذلك “أفضل موظفي طيران على مستوى قارة إفريقيا”. كما استعرض الوزير خطة الشركة لتحديث أسطولها ليصل إلى 97 طائرة بحلول عام 2028/2029.
تطوير مصر للطيران
استعرض وزير الطيران المدني جهود تطوير شركة مصر للطيران للخدمات الجوية، بما في ذلك تحديث البنية التحتية والمعدات وتدريب العاملين. كما أدى اليمين القانونية أمام الرئيس كل من المستشارين الجدد لرؤساء الهيئات القضائية، حيث منح الرئيس وسام الجمهورية من الطبقة الأولى لعدد من الشخصيات القضائية تقديرًا لجهودهم في خدمة الوطن.
أعرب الرئيس خلال استقباله رؤساء الهيئات القضائية الجدد عن تمنياته بالتوفيق في مهامهم، مؤكدًا أهمية ترسيخ دولة القانون وحقوق الأفراد. كما أكد على استقلال القضاء ودور الهيئات القضائية في حماية حقوق المواطنين.
وفي سياق الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، ألقى الرئيس كلمة مؤثرة تناول فيها أهمية الثورة ودورها في استعادة الهوية المصرية، مشددًا على ضرورة تحقيق السلام في المنطقة.
نص الكلمة كالآتي:
“نحتفلُ اليومَ بذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، تلك الثورة الخالدة التي شكلت ملحمة وطنية سطّرها أبناء مصر، توحدت فيها الإرادة، وعلت منها كلمة الشعب، وقررت الجماهير استعادة مصر، وهويتها، وتاريخها، ومصيرها، لتقف في وجه الإرهاب والمؤامرات، وتكسر موجات الفوضى، وتحبط محاولات الابتزاز والاختطاف، وتُعيد الدولة إلى مسارها الصحيح.
مواضيع مشابهة: الرئيس السيسي يؤكد على ضرورة خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية
لقد كانت ثورة الثلاثينَ من يونيو نقطة الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة.. ومنذ عام ٢٠١٣، تُسطر مصر تاريخًا جديدًا، لا بالأقوال، بل بالأفعال، ولا بالشعارات، بل بالمشروعات، ولم يكن الطريق سهلًا، بل واجهنا الإرهاب بدماء الشهداء وبسالة الرجال، حتى تم دحره بإذن الله، وتصدينا للتحديات الداخلية والخارجية.. ومضينا في طريق التنمية الشاملة وبناء مصر الحديثة بسواعد أبنائها الشرفاء، أسّسنا بنيةً تحتيةً مُعتبرة، وها نحن اليوم نُشيِّد، ونُعمِّر، ونُحدّث، ونطور، ونُقيم على أرض هذا الوطن صروحًا من الإنجازات، تبعث على الأمل، وتتمسك بالفرصة في حياة أفضل.
أُخاطبكم اليومَ والمنطقة بأسرها تئن تحت نيران الحروب، من أصوات الضحايا التي تعلو من غزةَ المنكوبةِ؛ إلى الصراعات في السودانِ وليبيا وسوريا واليمن والصومال.
ومن منبر المسؤولية التاريخية، أُناشدُ أطراف النزاع، والمجتمع الدولي بمواصلة اتخاذ كل ما يلزم، والاحتكامِ لصوتِ الحكمةِ والعقل، لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار.
إن مصرَ، الداعمة دائمًا للسلام، تؤمنُ بأنَّ السلامَ لا يولد بالقصف، ولا يُفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، فالسلام الحق يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم.
إن استمرارَ الحربِ والاحتلال، لن يُنتج سلامًا، بل يغذي دوامةَ الكراهيةِ والعنف، ويفتحُ أبوابَ الانتقامِ والمقاومة.. التي لن تُغلق.. فكفى عنفًا وقتلًا وكراهية، وكفى احتلالًا وتهجيرًا وتشريدًا.
إن السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلًا، فقد كان دومًا خيار الحكماء، ولنستلهم من تجربة السلام المصري الإسرائيلي في السبعينيات التي تمت بوساطة أمريكية، برهانًا على أن السلام ممكن إن خلُصت النوايا.
إن السلام في الشرق الأوسط، لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
أنتم السند الحقيقي، والدرع الحامي، والقلب النابض لهذا الوطن. قوة مصر ليست في سلاحها وحده، بل في وعيكم، وفي تماسك صفوفكم، وفي رفضكم لكل دعوات الإحباط والفرقة والكراهية.
نعم، الأعباء ثقيلة، والتحديات جسيمة، ولكننا لا ننحني إلا لله “سبحانه وتعالى”، ولن نحيد عن طموحاتنا في وطنٍ كريم.
أشعر بكم وأؤكد لكم، أن تخفيف الأعباء عن كاهلكم، هو أولوية قصوى للدولة، خاصةً في ظل هذه الأوضاع الملتهبة المحيطة بنا.
وفي ختام كلمتي، أُرسل بتحية إجلال ووفاء، إلى أرواح شهدائنا الأبرار، الذين سقوا بدمائهم الزكية، تراب هذا الوطن، فأنبتت عزًّا وكرامة.
وأُقبّل جبين كل أمٍّ وأبٍ وزوجةٍ وطفلٍ، فقدوا من أحبّوا، ليحيا هذا الوطن مرفوع الرأس. كما أتوجّه بالتحية والتقدير، إلى قواتنا المسلحة الباسلة، حماة الأرض والعِرض، درع الوطن وسيفه، وإلى أعضاء هيئة الشرطة المدنية الأوفياء، الذين يواصلون دورهم في حفظ أمن الجبهة الداخلية، وإلى كل أجهزة الدولة التي تواصل الليل بالنهار في خدمة أبناء هذا الشعب العظيم.