عطارد يتألق في السماء الليلة وفرصة رائعة لرصده بالعين المجردة

تشهد سماء اليوم الجمعة ظاهرة فلكية مميزة ينتظرها عشاق الفلك ومحبّو التصوير. حيث يصبح كوكب عطارد في أفضل وضعية لرؤيته وتصويره بالعين المجردة، إذ يصل إلى أقصى استطالة شرقية له عن الشمس بمسافة زاوية تبلغ حوالي 25.9 درجة.

في تصريح للدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أوضح أن هذه الظاهرة تمثل فرصة مثالية لرؤية كوكب عطارد بوضوح. إذ سيكون في أعلى نقطة له في السماء الغربية بعد غروب الشمس مباشرة، وسيظل مرئياً حتى يغرب قرصه عند الساعة الثامنة والنصف تقريباً.

أفضل وقت لرؤية عطارد

يعتبر عطارد أقرب كوكب إلى الشمس، وغالباً ما يكون من الصعب رؤيته بالعين المجردة بسبب وهج ضوء الشمس الذي يطمسه معظم الوقت. لهذا السبب، لم يتمكن الكثير من الناس من مشاهدة كوكب عطارد رغم كونه واحداً من كواكب المجموعة الشمسية الأساسية.

أوقات الرؤية المثالية

في أوقات معينة يصبح عطارد مرئياً بوضوح، ويعد هذا التوقيت الذي يصل فيه الكوكب إلى أقصى زاوية تفصله عن الشمس كما يُرى من الأرض هو الأفضل لرصده، وهو الحدث المعروف باسم “أكبر استطالة”. يحدث هذا الحدث الفلكي كل فترة تتراوح بين أربعين إلى سبعين يوماً، وهو وقت مثالي وممتع لأي شخص مهتم بعلم الفلك والرصد السماوي.

أنواع الاستطالات

هناك نوعان من الاستطالات: الاستطالة الشرقية والاستطالة الغربية. في حالة الاستطالة الشرقية، كما هو الحال اليوم، يكون عطارد شرق الشمس ويُشاهد في المساء بعد غروب الشمس. أما في حالة الاستطالة الغربية، يكون عطارد غرب الشمس ويُشاهد في ساعات الفجر والصباح الباكر.

من جانبه، أشار المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إلى أن مساء اليوم يُعتبر من أبرز الفرص السنوية لرصد كوكب عطارد بالعين المجردة، حيث يصل إلى أقصى استطالة شرقية له مبتعداً عن قرص الشمس. هذا الحدث الفلكي له أهمية خاصة بالنسبة للراصدين والمصورين، نظراً لصعوبة رؤية عطارد بسبب قربه الشديد من الشمس.

وأضاف أن عطارد سيظهر فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة، حيث سيكون لمعانه قدره الظاهري +0.4، وهو ما يكفي لرصده بالعين المجردة من أماكن مظلمة ذات سماء صافية وخالية من الملوثات الضوئية. وسيظل مرئياً لمدة 73 دقيقة فقط بعد غروب الشمس قبل أن يختفي تحت الأفق.

كما نصح أبو زاهرة المهتمين بمراقبة الأفق الغربي بدقة بعد مرور حوالي 15 إلى 20 دقيقة من غروب الشمس، حيث سيظهر عطارد كنقطة بيضاء مضيئة لا تومض. ويمكن مشاهدته بسهولة سواء بالعين المجردة أو بوضوح أكبر باستخدام منظار صغير لمن يرغب في رؤية أوضح وأدق لهذه الظاهرة الفلكية الفريدة.