في عام 2012، كان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، يستعد لإطلاق شركته للاكتتاب العام. ومع ذلك، كانت هناك مخاوف كبيرة تساور المستثمرين، خصوصاً مع التحول السريع للمستخدمين نحو الهواتف المحمولة، مما أثار قلقهم من تراجع قيمة فيسبوك في ظل هذا التحول الرقمي. قضى زوكربيرج ليالٍ بلا نوم خوفاً من فشل الشركة.
في خضم هذه القلق، لفت انتباه زوكربيرج تطبيق صغير يُدعى إنستجرام، الذي كان متاحاً فقط على أجهزة آيفون ويعمل عليه فريق مكون من 13 شخصاً فقط. ورغم عدم تحقيقه أي إيرادات في ذلك الوقت، إلا أن زوكربيرج رأى فيه فرصة هائلة.
شوف كمان: أسعار شيفروليه كابتيفا 2024 كسر زيرو في سوق السيارات
اجتماع حاسم بدون محامين أو مستشارين
تواصل زوكربيرج مباشرة مع مؤسس إنستجرام، كيفن سيستروم، لمناقشة مستقبل الإنترنت والشبكات الاجتماعية. وخلال لقاء شخصي جمع بينهما، تم الاتفاق على الصفقة في غضون 48 ساعة فقط، دون تدخل أي بنوك استثمارية أو مستشارين قانونيين، وفي النهاية، استحوذ فيسبوك على إنستجرام مقابل مليار دولار.
عندما أبلغ زوكربيرج أعضاء مجلس إدارة فيسبوك بالصفقة لاحقاً، تعرض لانتقادات شديدة، حيث اعتبر البعض قراره “متهوراً” ومبالغاً فيه، لكن الأحداث أثبتت عكس ذلك تماماً.
النمو السريع بعد الصفقة
بعد فترة وجيزة من الاستحواذ، أطلقت إنستجرام نسختها لنظام أندرويد، وسجلت مليون عملية تحميل في اليوم الأول فقط. حينها، أدرك زوكربيرج أن المستخدمين في العصر الحديث لا يبحثون فقط عن التواصل، بل عن الاهتمام والتأثير، وهو ما قدمه إنستجرام كمنصة مرئية تتيح للناس التعبير عن أنفسهم، وبناء جمهور، وتحقيق أرباح من المحتوى.
الأهم من ذلك، اختار زوكربيرج إبقاء سيستروم في موقع القيادة ومنح إنستجرام استقلاليته الكاملة، مما ساعد على الحفاظ على هويته الفريدة وتحقيق نمو مستدام.
ممكن يعجبك: أبل تكشف عن ميزات جديدة لسماعات AirPods مع التفاصيل
من تطبيق صور إلى منصة إيرادات بمليارات الدولارات
تحول إنستجرام من مجرد تطبيق لمشاركة الصور إلى منصة ضخمة لصناعة المحتوى، حيث أصبح موطناً للمؤثرين والمبدعين والمعلنين.
وفقاً لأرقام 2024، حقق التطبيق عائدات إعلانية تتراوح بين 66.9 مليار و70.9 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى ما بين 59.6 مليار و71 مليار دولار في عام 2025.
يضم إنستجرام اليوم أكثر من 2 مليار مستخدم نشط شهرياً، ويعد ثالث أكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم، وفي الهند وحدها، يتراوح عدد المستخدمين بين 362.9 مليون و413.85 مليون مستخدم.
تظهر البيانات أن إنستجرام ساهم بنسبة تتراوح بين 40.6% و41.49% من إجمالي إيرادات الإعلانات لشركة “ميتا” في عام 2024، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى قرابة 50% في عام 2025.
قرار استراتيجي غير قواعد اللعبة
الصفقة التي وصفها البعض بالمغامرة أثبتت مع مرور الوقت أنها كانت قراراً استراتيجياً بارعاً من مارك زوكربيرج، ونجحت في تأمين مستقبل فيسبوك في عصر هيمنة الهواتف المحمولة، بل ساهمت في تحويله إلى قوة إعلامية وإعلانية يصعب منافستها.