أفضل الطرق لشراء سيارة مستعملة بأمان دون التعرض للنصب

قد يبدو شراء سيارة مستعملة صفقة ذكية من الناحية الاقتصادية، ولكن وراء بعض العروض المغرية قد يختبئ فخ خطير.

أحد أكثر هذه الفخاخ شيوعًا هو ما يعرف باسم “الركن المزعج”، وهي حيلة يستخدمها بعض التجار للتخلص من سياراتهم المعطوبة دون تحمل أي مسئولية قانونية.

لماذا يلجأ التجار إلى “الركن المزعج”؟

في بعض الحالات، يمتلك التاجر سيارة تعاني من أعطال متكررة أو مشكلات كبيرة مثل تلف المحرك أو عيوب هيكلية. في الظروف العادية، تتطلب الضمانات أو القوانين المحلية من التاجر إصلاح هذه المشكلات أو رد الأموال. وللتهرب من هذه الالتزامات، يقوم بعض التجار بإخفاء هويتهم الحقيقية، ويعرضون السيارة للبيع في الشارع أو في موقف سيارات بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية، كأنهم أفراد عاديون وليسوا محترفين.

كيف تكتشف أن السيارة خارجة عن المسار القانوني؟

من أولى العلامات المثيرة للريبة أن يعرض عليك شراء سيارة في الشارع أو في مكان غير رسمي، بدلاً من داخل معرض أو وكالة. غالبًا ما يرفض البائع ذكر اسمه الكامل، أو يتضح لاحقًا أن الاسم الموجود في رخصة السيارة لا يطابق بطاقة هويته. والأسوأ من ذلك، قد يرفض السماح لك بفحص السيارة فنيًا أو حتى قيادتها قبل الشراء. هذه العلامات تشير إلى محاولة واضحة للتنصل من المسئولية، وغالبًا ما تكون السيارة ذات تاريخ حافل بالأعطال أو التلف الجسيم.

سيارات متضررة تباع كأنها “سليمة”

تشير وزارات النقل في معظم البلدان إلى أن السيارات المتضررة تنقسم إلى ثلاث فئات: سيارات غير قابلة للإصلاح، سيارات مستصلحة تصلح فقط لأجزاء الغيار، أو سيارات معاد بناؤها يسمح بإعادتها إلى الطريق بعد إصلاحها. غير أن هذه التصنيفات تخيف المشترين، مما يدفع بعض المحتالين إلى ما يعرف بـ”غسل العنوان”. في هذه العملية، يتم تسجيل السيارة في محافظة أو منطقة جديدة، حيث لا تتوفر معلومات كافية عن تاريخها، ثم تباع وكأنها خالية من العيوب.

كيف تكتشف “غسيل العنوان”؟

إذا لاحظت أن السيارة كانت مسجلة في محافظة بعيدة عن مكان البيع، أو إذا رفض البائع منحك رقم تعريف المركبة الذي يستخدم لفحص تاريخ السيارة، فكن حذرًا. قد يخفي هذا البائع سجلًا حافلًا بالحوادث أو التلف الشديد. في حالة السيارات التي سبق أن غمرتها المياه مثل الفيضانات، ابحث عن آثار الطين في الزوايا المخفية، أو خطوط مائية داخل الصندوق الخلفي أو تحت المقاعد. الصدأ تحت غطاء المحرك، أو حتى وجود رائحة عفن عند تشغيل مكيف الهواء، قد يكون دليلاً على تعرض السيارة للماء، حتى لو بدت نظيفة من الخارج.

احذر من الرسوم الخفية في العقود

حتى وإن لم تكن السيارة معطوبة، فقد يقع المشتري في فخ آخر يتعلق بالرسوم غير المعلنة. بعض الوكلاء يضيفون إلى العقود ما يعرف بـ”رسوم الوجهة” أو “رسوم التوصيل”، وهما في الحقيقة نفس الخدمة. أيضًا، تظهر رسوم تسمى “تحضير التاجر”، يجب أن تكون مذكورة مسبقًا في الإعلان، لا أن تظهر فجأة بعد توقيع العقد. أما أكثر الحيل شيوعًا فهي “الضمان الممدد” الذي يعرض عليك بسعر “خاص”، في محاولة لدفعك إلى سداد مبالغ إضافية دون داعٍ فعلي.

قراءة الأوراق ليست ترفًا.. بل حماية ضرورية

من السهل أن تنشغل بجمال التصميم أو انخفاض السعر، لكن الفطنة الحقيقية تكمن في قراءة التفاصيل الدقيقة للعقد، والتأكد من رقم التعريف، وفحص السيارة عبر ميكانيكي مستقل. فالسيارات المستعملة، رغم جاذبيتها المالية، قد تكون فخًا مكلفًا إن لم تتحر الدقة والشفافية قبل الشراء.