الرئيس الإيراني يطالب ببدء مرحلة جديدة مع دول الخليج

أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الأحد، عن استعداد بلاده لدخول مرحلة جديدة من التعاون مع دول الخليج العربي. وأكد أن إيران تسعى إلى إقامة علاقات شاملة ومتوازنة مع مجلس التعاون الخليجي، تستند إلى أسس من التضامن الإسلامي والتعاون الإقليمي.

جاءت تصريحات بزشكيان خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء في طهران، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا). وأوضح الرئيس الإيراني أن بلاده “ترحب بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول الجوار، خاصة في منطقة الخليج”، مشيرًا إلى “الحاجة الملحة لتعزيز الأواصر وتوسيع التعاون بين الدول الإسلامية في ظل التحديات الراهنة التي تواجه العالم الإسلامي”.

دعوة للحوار رغم التوترات

تأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي، حيث أدانت عدة دول خليجية وعربية، خلال الأيام الماضية، الضربات التي شنتها إيران على قاعدة “العديد” الجوية في قطر، التي تستضيف قوات أمريكية. واعتبرت تلك الدول الهجوم “انتهاكًا سافرًا للمواثيق والأعراف الدولية”، داعية طهران إلى الالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم تعريض أمن المنطقة للخطر. من جانبها، أكدت إيران أن هدفها لم يكن الأراضي القطرية أو الشعب القطري، بل “الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة”، مشددة على أن الهجمات استهدفت مواقع مرتبطة بما وصفته بـ”العدوان الأخير” على أراضيها.

توجه إيراني نحو تخفيف التوتر

تُعتبر تصريحات بزشكيان محاولة لاحتواء تبعات التصعيد العسكري الأخير، وإعادة التوازن للعلاقات الإيرانية مع جيرانها في الخليج. وتضاف هذه المبادرة إلى إشارات سابقة صدرت من مسؤولين إيرانيين منذ بداية ولايته، تشير إلى رغبة في تحسين العلاقات الخارجية، خصوصًا مع دول الخليج التي ظلت العلاقات معها متوترة بسبب ملفات إقليمية معقدة، مثل الأزمة في اليمن، والوجود العسكري الأجنبي، والبرنامج النووي الإيراني. وفي هذا السياق، تتواصل مشاورات دبلوماسية في عدة عواصم إقليمية، بهدف احتواء تداعيات الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، والتي ألقت بظلالها على الوضع الأمني في المنطقة.

بينما لم تصدر حتى الآن ردود رسمية من مجلس التعاون الخليجي على مبادرة بزشكيان، يرى مراقبون أن توقيت هذه التصريحات يحمل أهمية خاصة، نظرًا للضغوط الدولية المتزايدة لدفع المنطقة نحو التهدئة. وتشير بعض التقارير الدبلوماسية إلى وجود تحركات وساطة يقودها أطراف مثل سلطنة عمان وقطر، سعيًا لاستئناف حوار إقليمي شامل قد يتضمن ملفات أمنية واقتصادية.