يبلغ حجم سوق الدواء المصرية حوالي ٤ مليارات وحدة سنويًا، تنتج مصانع الشركة القابضة للأدوية منها نحو ٤٠٠ مليون وحدة، أي ما يعادل ١٠٪ من السوق المحلي. هذه النسبة تعكس أهمية الشركة القابضة ودورها في صناعة الدواء داخل مصر.
في ضوء ذلك، سجلت الشركة القابضة للأدوية خلال العام المالي ٢٠٢٣/٢٠٢٤ نتائج مالية إيجابية، حيث بلغت إيراداتها ٧.٨ مليار جنيه، محققة نموًا بنسبة ١٨٪ مقارنة بالعام السابق، مع صافي ربح بلغ ٧٧٧ مليون جنيه بنسبة نمو ٣٧٪، وقيمة صادرات وصلت إلى ٦٥٠ مليون جنيه. وتتطلع الشركة لتحقيق مبيعات قياسية بقيمة ١٤ مليار جنيه خلال العام المالي ٢٠٢٤/٢٠٢٥، إلى جانب صافي ربح متوقع يصل إلى مليارَي جنيه، بدعم من توسعات في خطوط الإنتاج وزيادة الصادرات.
اقرأ كمان: خبير مصرفي يوضح أسباب انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه
سوق الدواء المصرية وتركيبة الشركات العاملة
يضم سوق الدواء المصري حوالي ١٧٥ مصنعًا، منها ١٥٥ مصنعًا تغطي حوالي ٩٢٪ من حجم الوحدات المطلوبة محليًا، بينما يتم استيراد النسبة المتبقية بسبب تعقيد التكنولوجيا وندرة البدائل المحلية. تمتلك الدولة مجموعتين رئيسيتين من الشركات: الأولى هي مجموعة الشركة القابضة للأدوية التي تضم ٩ شركات، بعضها يعود تأسيسها إلى عام ١٩٣٩، وتشمل ٨ شركات منتجة للأدوية وشركة للعبوات الدوائية، منها شركة فريدة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط لإنتاج المواد الخام الفعالة للأدوية. المجموعة الثانية هي شركات «أكديما القابضة»، بالإضافة إلى القطاع الخاص المحلي والأجنبي.
التطوير والاستثمار في الشركات التابعة
بدأت الشركة القابضة بدراسة شاملة لتحديد الفجوات في شركاتها التابعة، مع وضع أهداف استراتيجية رئيسية تهدف إلى رفع كفاءة المصانع لتكون على مستوى عالمي، وتتماشى مع معايير التصنيع الجيد «GMP» المحلية والعالمية، من خلال استثمارات تصل إلى ٣ مليارات جنيه. الهدف الأساسي هو إنتاج منتجات ذات جودة عالية تتيح التصدير، خاصة مع اشتراطات الأسواق الخارجية بزيارة وفود للمصانع قبل الاستيراد. كما تسعى الشركة إلى تحديث منتجاتها لتواكب أحدث المستحضرات في السوق، وتأهيل العنصر البشري لتشغيل خطوط الإنتاج الحديثة، وتطبيق منظومة إلكترونية متكاملة «ERP» في جميع الشركات التابعة.
خطط التوسع في التصدير والشراكات الاستراتيجية
تصدر الشركة حاليًا منتجاتها إلى ٣٨ دولة في إفريقيا وآسيا، مع خطط للتوسع في الأسواق المحورية مثل السعودية والإمارات. وقد وقعت الشركة القابضة للأدوية والصناعات الكيماوية شراكة استراتيجية مع شركة «دواه فارما» الأمريكية، التي تركز على تطوير وتصنيع أدوية بدون وصفة طبية «OTC» والمكملات الغذائية، إضافة إلى تصنيع الحقن المعقمة ومستحضرات العيون، وتأهيل مصانع إعادة التعبئة باستخدام أحدث تقنيات التصنيع مثل الأشربة والأقراص والأمبولات والمحاقن المعبأة مسبقًا واللصقات الجلدية، بهدف تحقيق دخول سريع ومستدام إلى الأسواق العالمية. تعكس هذه الشراكة ثقة كبيرة في الدواء المصري ومناخ الاستثمار بمصر، والتي تحققت بفضل خطة تطوير المصانع والحصول على شهادات التصنيع الجيد «GMP».
من نفس التصنيف: نتائج الدبلومات الفنية 2025 موعد الإعلان ورابط مباشر لكل التخصصات
تتحمل الشركة القابضة مسؤولية اجتماعية كبيرة في توفير أدوية الأمراض المزمنة والمستحضرات الحيوية بأسعار مناسبة، مما يمثل توازنًا دقيقًا بين البعد الاقتصادي والاجتماعي. كما حافظت الشركات التابعة على تأمين أدوية علاج الضغط والسكر والمضادات الحيوية، باعتبارها جزءًا أساسيًا من مهامها رغم التحديات السوقية. وقد شهدت جودة الإنتاج تطورًا ملحوظًا انعكس في زيادة معدلات القبول من الجهات الرقابية المحلية والدولية، واهتمام بعض الدول العربية والأفريقية بعقود استيرادية طويلة الأجل نتيجة التحسن في جودة التغليف والالتزام بالمعايير والسياسات التسويقية واحترافية التعامل مع الأسواق الخارجية.
قبل توليه منصب العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة، عمل المسؤول لفترة ٢٥ عامًا في شركات ألمانية رائدة في تصنيع الأدوية، بالإضافة إلى ٦ سنوات في أكبر شركة دواء أمريكية. وعند استلامه المسؤولية، وجد أن لدى الشركة القابضة وشركاتها التابعة الإمكانيات اللازمة لاستعادة مكانتها، مع ضرورة وضع أهداف واضحة لتحقيق إنتاج أدوية حديثة بأسعار اقتصادية. بالتعاون مع فريق العمل، بدأوا في إعادة ريادة الشركات في قطاع صناعة الأدوية محليًا وإقليميًا، لتكون دعامة قوية لمصر في مواجهة أي ظروف صعبة.
أما بالنسبة لأداء أسهم الشركات التابعة في البورصة، فقد شهدت ارتفاعًا كبيرًا، حيث تضاعف سعر السهم ٣.٥ مرات وحتى ٥ أضعاف، بناءً على توزيعات الأرباح، مما يعكس نجاح استراتيجية التطوير والتحسين التي اعتمدتها الشركة القابضة.