في عالم السوشيال ميديا، يبدو كل شيء عاديًا للوهلة الأولى. يتزايد عدد المتابعين يومًا بعد يوم، وتنتشر الحملات الدعائية بشكل كبير، مما يعزز الطلب على المؤثرين. تشير التقارير إلى أن معدلات نمو الإعلانات الرقمية عالميًا تصل إلى 22.4%، مع توقعات بزيادة حجم السوق من 996.81 مليار دولار إلى 3,359 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير شركة The Research Insights.
تجسد كيم كارداشيان هذه الظاهرة بشكل كبير، حيث جلست بابتسامتها المعهودة أمام الكاميرا، تفتح علب الهدايا وتستعرض المنتجات. كانت تدرك تمامًا أن 80% من قرارات شراء المستهلكين تتأثر بمشاهير السوشيال ميديا. ورغم انشغالها بالترويج، لم تفارق عينيها جهاز موبايلها، منتظرة الرسائل التي تؤكد وصول العمولات البنكية.
اقرأ كمان: تقييم وجبات الحجاج قبل التصعيد من قبل البعثات تحت المجهر
قصة EthereumMax
في إحدى الليالي، تلقت كيم عرضًا من شركة العملات المشفرة EthereumMax (EMAX)، يعدها بعمولة ضخمة مقابل إعلان بسيط. اعتبرت كيم أن هذه فرصة العمر، ولم تفكر في الأسئلة القانونية والأخلاقية التي قد تثار حول هذا العرض. كانت الإثارة والثراء هما ما يسيطران على تفكيرها.
مواضيع مشابهة: جبران يناقش مع صبحي توسيع برامج التدريب المهني وملتقيات التوظيف للشباب
إعلان متهور
بالحماس، أعدت كيم البوست ونشرت الإعلان، داعية متابعيها للاستثمار في EthereumMax، واعدة إياهم بأرباح خيالية. لكن الأمور سرعان ما انقلبت، حيث انهارت العملة بعد أسابيع قليلة، مما أدى إلى فقدان ثقة المتابعين فيها.
عواقب وخيمة
في يونيو 2021، تلقت كيم استدعاءً رسميًا للتحقيق في تلقيها حوالي 250 ألف دولار مقابل الترويج لـ EthereumMax، وهو ما يعد انتهاكًا لقوانين الأوراق المالية الأمريكية. تبين لاحقًا أن العملة كانت جزءًا من مخطط للتلاعب بالسوق، حيث استغل العديد من المشاهير المؤثرين في هذا المجال.
حكمت المحكمة في أكتوبر 2022 على كيم بغرامة قدرها 1.26 مليون دولار، وألزمتها بعدم الترويج لأي أوراق مالية مشفرة لمدة ثلاث سنوات. كما دفع جاك بول، أحد المؤثرين الآخرين، غرامة قدرها 100,000 دولار لتسوية الاتهام الموجه له.
لم تنته القصة هنا، فقد أثرت هذه الأحداث سلبًا على سمعة كيم وجاك، حيث فقدا الكثير من المتابعين الذين وثقوا بهما. في السنوات الأخيرة، تحول بعض المؤثرين من صانعي محتوى إلى وسيلة لجذب العلامات التجارية للإعلان عن منتجاتهم، بما في ذلك العملات المشفرة، مما أدى إلى كابوس قانوني وأخلاقي.
تظهر هذه القصة أهمية الوعي القانوني والأخلاقي عند الترويج لأي منتج أو خدمة، خصوصًا في عالم العملات المشفرة المعقد. فالعملات ليست مجرد منتجات، بل أدوات استثمارية قد تؤدي إلى خسائر فادحة، مما يستدعي الحذر والتمحيص قبل اتخاذ أي قرار.