شهدت البورصة المصرية تحقيق مكاسب تاريخية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم في يونيو 2014. فقد سجلت أرقامًا غير مسبوقة على مستوى المؤشرات، ورأس المال السوقي، وأحجام التداول، مما يعكس التحول الاقتصادي الشامل الذي شهدته مصر خلال تلك الفترة، والذي تم تعزيزه من خلال برامج إصلاح اقتصادي جريئة.
رافق البورصة المصرية هذه الإصلاحات والتحولات الاقتصادية، حيث استجابت بسرعة للتغيرات وأظهرت قدرتها على عكس تطورات الاقتصاد المصري. وعلى الرغم من التحديات العالمية والإقليمية الكبرى، تمكنت البورصة من الحفاظ على مسارها التصاعدي بفضل صلابة الاقتصاد المصري وأساساته القوية.
مقال مقترح: سعر الدينار الكويتي اليوم السبت 21 يونيو 2025: تحديثات هامة وجديدة
نمو رأس المال السوقي ومؤشرات الأداء
على مدار 11 عامًا، تجاوزت البورصة محطات صعبة، منها الإرهاب الذي عانت منه مصر بعد إزاحة حكم الإخوان، إضافة إلى التوترات العالمية مثل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وجائحة كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرًا التوترات الإقليمية. ورغم كل ذلك، استمرت البورصة المصرية في تحقيق نمو ملحوظ.
أرقام مدهشة تعكس الثقة
الإصلاحات الاقتصادية ودورها
يقول سمير رؤوف، خبير أسواق المال، إن أداء البورصة المصرية خلال فترة حكم الرئيس السيسي اتسم بالإيجابية رغم التحديات، مدفوعًا بإصلاحات اقتصادية شاملة تشمل تحرير سعر الصرف وتحسين مناخ الاستثمار. هذه الإصلاحات ساهمت في إنقاذ الاقتصاد من الانهيار، مما انعكس بشكل واضح على البورصة.
وأشار إلى أن مرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات الكبرى ساهمت في الحفاظ على جاذبية سوق المال. وأكد أن “قرارات مارس 2024 بتحرير سعر الصرف بالكامل أعادت الثقة للمستثمرين، مما أدى إلى انطلاق البورصة في موجة صعود تاريخية”.
من نفس التصنيف: «الدولار بكام النهاردة».. تعرف على سعر الدولار اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 بالبنك الأهلي بـ 50 جنيها للشراء
شهدت البورصة المصرية في السنوات الأخيرة تطورات تشريعية وتكنولوجية جوهرية ساهمت في تعزيز الشفافية وتنظيم التداول، حيث تم تحديث قواعد القيد والإفصاح وتبسيط الإجراءات، مما زاد من ثقة المستثمرين المحليين والأجانب.
كما شهدت السوق سلسلة من الطروحات التي دعمت تنوع السوق وزادت من عمقه، مثل فوري، إي فاينانس، طاقة عربية، فاليو، والمصرف المتحد، مما جذب شرائح جديدة من المستثمرين وزاد من السيولة وحجم التداولات.
من جانبه، قال أحمد عبد الحميد، العضو المنتدب لشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية، إن البورصة المصرية في عهد الرئيس السيسي أصبحت تتمتع بمكانة استراتيجية متزايدة على خريطة الأسواق الناشئة، خاصة بفضل مرونة سعر الصرف التي جعلت الأصول المصرية أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
وأضاف أن مصر تملك مقومات قوية للاستثمار، منها التركيبة السكانية الشابة وارتفاع العائد على الاستثمار، بالإضافة إلى نمو قطاعات واعدة مثل العقارات والتكنولوجيا والتعليم. هذه القطاعات مدعومة بمشروعات قومية كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة وتوسعات قناة السويس، مما يجعل السوق المصري أرضًا خصبة لنمو الاستثمارات.
وأشار عبد الحميد إلى أن استكمال برنامج الطروحات الحكومية وتوسيع قاعدة المستثمرين سيؤديان إلى آثار إيجابية كبيرة على أداء البورصة في المرحلة المقبلة، خاصة مع تقدم الحكومة في معالجة التحديات الهيكلية مثل الدين العام وتعزيز دور القطاع الخاص، مما يمهد الطريق أمام نمو مستدام وأكثر كفاءة.