فجع الوسط الفني والإعلامي المغربي صباح اليوم الجمعة بنبأ رحيل “كوثر بودراجة” عن عمر يناهز الأربعين عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي استنزف جسدها الضعيف في الأشهر الأخيرة. ترك هذا الفقدان المفاجئ فراغًا عميقًا وألمًا لا يوصف في نفوس محبيها وزملائها الذين شهدوا على مسيرتها الحافلة بالعطاء والإبداع.
رحيل “كوثر بودراجة” يمثل خسارة فادحة للساحة الفنية والإعلامية المغربية والعربية، إذ كانت نموذجًا للمرأة المغربية الطموحة والموهوبة، وقد أثرت المشهد الفني والإعلامي بحضورها الفريد وعطائها اللامحدود.
اقرأ كمان: زيادة 25% في رواتب المتقاعدين المدنيين والعسكريين من يونيو الجاري
من هي كوثر بودراجة؟
لم تكن وجه كوثر بودراجة مجرد وجه إعلامي عابر أو ممثلة تمر مرور الكرام، بل كانت قامة فنية وإعلامية استثنائية، استحقت مكانة خاصة في قلوب المغاربة بفضل كاريزمتها الطاغية، ابتسامتها الهادئة، وحضورها المميز الذي يجمع بين الرصانة والتلقائية والصدق. وتميزت الراحلة بقدرتها على التواصل بفاعلية مع جمهورها، سواء من خلال الشاشة الصغيرة أو من خلال الأدوار الدرامية التي أبدعت فيها، تاركة بصمة واضحة وجاذبية لا تقاوم.
البدايات والمسيرة الإعلامية
ولدت كوثر في مدينة الصويرة الساحرة غرب المغرب عام 1985، ومنذ نعومة أظفارها، بدت ملامح موهبتها الفنية واضحة. بدأت مسيرتها الإعلامية الواعدة عبر بوابة برنامج اكتشاف المواهب “ستار أكاديمي المغرب العربي” لتشق طريقها بثبات نحو النجومية. لمع نجمها في قناة “نسمة” من خلال تقديمها لبرامج جماهيرية ناجحة مثل “ناس نسمة” و”ممنوع على الرجال”، حيث أظهرت قدرتها الفائقة على إدارة الحوار وجذب الانتباه.
شوف كمان: اكتشف الآن شروط الحصول على معاش تكافل وكرامة 2025
الانتقال إلى قنوات أخرى وأعمال درامية
انتقلت بعد ذلك إلى قناة “ميدي 1 تي في”، لتضيف إلى سجلها المهني المتميز برنامج “جاري يا جاري” الذي لاقى صدى واسعًا بين المشاهدين. كما برزت كوثر على المستوى العربي من خلال مشاركتها في برنامج “مذيع العرب” الذي بث على قناتي أبو ظبي والحياة المصرية، مما أكد موهبتها الاستثنائية وقدرتها على المنافسة بقوة في الساحة الإعلامية الأوسع.
طموحات كوثر لم تتوقف على عالم الإعلام فقط، بل امتدت لتشمل شغفها بالتمثيل، حيث خاضت هذه التجربة بخطوات ثابتة وثقة كبيرة. شاركت الراحلة في مجموعة من الأعمال الدرامية المغربية التي حظيت بمتابعة جماهيرية كبيرة، منها مسلسل “الماضي لا يموت” الذي كشف عن قدراتها التمثيلية العميقة، و”سولو دموعي” الذي أظهر جانبًا آخر من موهبتها.
وتركت بصمتها في مسلسلات أخرى مثل “أحلام بنات” و”سلمات أبو البنات”، حيث أدت أدوارًا متنوعة ببراعة لافتة. وفي آخر محطاتها الفنية، شاركت في فيلم الخيال المغربي المرتقب “Atoman” المقرر عرضه في عام 2025، مما يؤكد سعيها الدائم للتجديد واكتشاف آفاق فنية جديدة.