كرة القدم المصرية تتصارع على الأموال أرباح الكبار وتجاهل البسطاء فلوس الكرة المصرية في جيب مين

لم تعد كرة القدم في مصر مجرد لعبة ترفيهية أو مسابقات رياضية، بل أصبحت صناعة تدر الملايين وتصل إلى المليارات. تتنوع مصادر هذه الأموال بين حقوق البث والرعاية والإعلانات وصفقات اللاعبين. ومع ذلك، يبقى السؤال الذي يراود أذهان الجماهير المصرية هو: من يستفيد من هذه الأموال؟

تتردد الأرقام الهائلة في مناقشات كرة القدم في المقاهي، لكن عند النظر إلى الواقع، نجد أن أندية القمة هي المستفيد الأكبر. الأهلي يأتي في المقدمة، يليه نادي بيراميدز، حيث يحصل الأهلي على نصيب الأسد من هذه الأموال عبر حقوق الرعاية، البث، والإعلانات، بالإضافة إلى عوائد أخرى من متاجره التسويقية.

استثمارات الأندية الكبرى

في تحول ملحوظ في خريطة كرة القدم المصرية، عاد نادي بيراميدز بقوة، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل من خلال استثمارات مالية ضخمة. دخل رجال أعمال جدد لدعمه، مما أثار جدلاً واسعًا. بيراميدز أصبح عازمًا على المنافسة ليس فقط داخل الملعب، بل أيضًا في جنى الأرباح من الرعاية والإعلانات، وقد حقق نجاحات ملموسة في فترة قصيرة، بما في ذلك الفوز بدوري أبطال أفريقيا.

نموذج بيراميدز وتأثيره

نجاح بيراميدز قد يكون نموذجًا محفزًا لرجال الأعمال للاستثمار في أندية شعبية أخرى مثل المصري والاتحاد والإسماعيلي. مثل هذه الاستثمارات قد تعيد الحياة إلى ملاعب الأقاليم التي شهدت إهمالًا لسنوات.

الزمالك وتحديات جديدة

على الرغم من تراجع الأداء والنتائج في المواسم الأخيرة، يبقى الزمالك أحد الأقطاب الجماهيرية والمالية في الكرة المصرية. هناك قوة مالية خلف النادي لم تُستثمر بشكل صحيح، مما يتيح للأندية فرصة العودة إلى المنافسة. يأمل جمهور الزمالك أن تتمكن الإدارة من جذب استثمارات جديدة لتحويل النادي إلى مؤسسة رياضية اقتصادية قادرة على المنافسة.

في ظل هذه الأموال الضخمة، تتطلب الأمور رقابة واضحة من اتحاد الكرة والجهات الرقابية الكبرى لضمان الشفافية في التمويل. يجب التأكد من أن الأندية تسدد كامل المستحقات للدولة وأنها لا تتحول إلى واجهات دعائية فقط. فمع كل جنيه يتم ضخه، هناك فرص عمل تُخلق وملاعب تُرمم، ولكن هل تمتد هذه الفوائد إلى الأندية الشعبية؟

الجماهير، الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، تبقى مهمّشة عند الحديث عن الأرباح المالية. المواطن البسيط يدفع اشتراكات شهرية ويشتري تيشيرتات بأسعار مرتفعة، لكنه لا يجد استفادة حقيقية. تجربة حضور المباريات، خاصة مباريات المنتخب، تعاني من الكثير من المشكلات مثل تعقيدات الدخول والخروج، وغياب الخدمات الضرورية. في النهاية، تحتاج التجربة الجماهيرية في الملاعب إلى تحسينات ملحوظة لتلبية احتياجات الجمهور.