في إطار زيارته للصين التي شملت مدن بكين، تيانجين، وشنغهاي، شارك حسن الخطيب، وزير التجارة الخارجية، في مائدة مستديرة عقدت بمدينة تيانجين بحضور ممثلي كبرى المؤسسات الصناعية والتكنولوجية الصينية. جاء هذا اللقاء في ظل اهتمام متزايد بتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، واستكشاف فرص الاستثمار المشترك في مجالات متعددة.
شهد اللقاء مشاركة عدد من الشركات الرائدة في مدينة تيانجين، منها معهد تحلية وتنقية مياه البحر، وشركة TCL Zhonghuan للرقائق الإلكترونية والطاقة المتجددة، ومجموعة تيانجين تيدا الصناعية، بالإضافة إلى شركات بارزة في مجالات البنية التحتية والتصنيع الذكي والتجارة الإلكترونية مثل China Tianchen وTianjin GetonAgain وJD Industrials التابعة لمجموعة جينغدونغ.
ممكن يعجبك: «الأخضر عملها تاني» الجزائر تترقب استثمارات عمانية بقيمة 10 مليارات دولار
أهمية التعاون الاقتصادي بين مصر ومدينة تيانجين
أكد وزير التجارة الخارجية على الدور المحوري الذي تلعبه مدينة تيانجين كنموذج ناجح للتعاون في إطار العلاقات المصرية الصينية. وأبرز أهمية منطقة تيدا مصر التي تعد منصة حيوية لتطوير الصناعات، توطين التكنولوجيا، وتعزيز التبادل التجاري بين الجانبين، مما يعزز فرص الاستثمار المشترك ويوسع آفاق التعاون الاقتصادي.
التحول الاقتصادي في مصر
أوضح الخطيب أن مصر تشهد مرحلة تحول اقتصادي شامل تستند إلى رؤية واضحة لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي للصناعات الخضراء، الطاقة المتجددة، الخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا الحديثة. ولفت إلى أن منطقة قناة السويس الاقتصادية تمثل محورًا رئيسيًا لهذا التوجه، حيث توفر فرصًا استثمارية متميزة وفرصًا للتكامل الصناعي.
قطاعات التعاون المستهدفة
شدد الوزير على أهمية التعاون في مجالات الطاقة النظيفة، الهندسة المتقدمة، تحلية المياه، التقنيات البيئية، التحول الرقمي، والبنية التحتية المستدامة. وأكد أن مصر تضع جذب الاستثمارات النوعية في هذه القطاعات على رأس أولوياتها، بهدف تعزيز سلاسل القيمة المحلية والإقليمية وتحقيق مصالح مشتركة.
وأشار الخطيب إلى التزام الحكومة المصرية بتوفير بيئة أعمال جاذبة وشفافة، من خلال تسهيلات نوعية للمستثمرين مثل نظام “الرخصة الذهبية” والحوافز الضريبية المرتبطة بالموقع والمكون المحلي والبحث والتطوير. كما تشمل السياسات الداعمة نقل التكنولوجيا وتعميق التصنيع المحلي.
وأضاف أن مصر تتمتع بموقع جغرافي فريد يجعلها بوابة للأسواق الأفريقية والعربية والأوروبية، بالإضافة إلى شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة، وبنية تحتية متطورة تشمل موانئ حديثة وشبكات طرق وقطارات وخدمات لوجستية متكاملة، مما يعزز تنافسيتها كمركز إقليمي للتصنيع والتصدير.
وشدد الوزير على أن اجتماع المائدة المستديرة في تيانجين يُعد محطة مهمة لتوسيع نطاق التعاون الثنائي مع المؤسسات الصناعية الصينية، ويمهد الطريق لشراكات جديدة قائمة على المصالح المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل مستدام. كما أكد التزام الحكومة بتسهيل الاستثمار المشترك، وتعزيز نقل التكنولوجيا، وإنشاء سلاسل قيمة مرنة تلبي احتياجات الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأوضح أن هناك اهتمامًا كبيرًا باستكشاف سبل التعاون العملية التي تحقق المنفعة المتبادلة، وتدعم النمو الصناعي، وتوسّع نطاق الشراكات التنموية بين البلدين، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة، تحلية مياه البحر، التقنيات الذكية، والمنصات الصناعية الرقمية. هذه المجالات تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية في مصر وأهداف رؤية مصر 2030 للنمو الأخضر والتنمية المستدامة.
شوف كمان: أسعار الحديد في الأسواق المحلية والعالمية اليوم الأحد
وأكد الخطيب حرص مصر على تحويل هذا الحوار البناء إلى مشاريع عملية ومبادرات ملموسة تقوم على شراكات مؤسسية أعمق، ومشاركة فعّالة من مجتمعات الأعمال في الجانبين، بما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتوسيع التعاون الصناعي والتكنولوجي.
وفي الختام، جدد الوزير تأكيد دعم الحكومة المصرية الكامل لتعزيز علاقات التعاون مع مدينة تيانجين ومؤسساتها الصناعية الرائدة، مشيرًا إلى استعداد مصر لتوفير البيئة المناسبة، والحوافز اللازمة، والتسهيلات المؤسسية التي تضمن نجاح المبادرات المشتركة وتحقيق نتائج مستدامة لكلا الطرفين.