شروط قبول الفتيات في الأكاديمية السعودية للطيران وتحقيق الحلم

تعيش المملكة العربية السعودية مرحلة من التحولات الاجتماعية والتعليمية والمهنية غير المسبوقة، تحت مظلة رؤية 2030. ومن أبرز ملامح هذه التحولات تمكين المرأة وفتح آفاق جديدة لتخصصات ظلت محصورة على الذكور لعقود طويلة. ومن بين هذه التخصصات يأتي الطيران، الذي أصبح حلمًا مشروعًا للفتيات، بعدما تم فتح أبوابه أمامهن بشكل واسع.

تدعم هذه الرؤية الطموحات النسائية من خلال توفير فرص تعليمية ومهنية متساوية، مما يسهم في تغيير الصورة النمطية عن دور المرأة في المجتمع السعودي. ومن خلال تطوير البرامج الأكاديمية، يتم تمكين الفتيات من دخول مجالات كانت تُعتبر تقليديًا حكرًا على الرجال.

شروط قبول الفتيات في الأكاديمية السعودية للطيران.. من يقدّم التخصص؟

قبل التطرق إلى شروط قبول الفتيات في الأكاديمية السعودية للطيران المدني، يجب التعرف على الجهات التي تقدم هذا التخصص رسميًا للفتيات في المملكة:

  • الأكاديمية السعودية للطيران المدني (SAA)، التابعة لهيئة الطيران المدني (GACA)، بدأت في استقبال دفعات من الطالبات لتخصصات الطيران، بما في ذلك الطيار التجاري ومراقبة الحركة الجوية.
  • كلية الملك فيصل الجوية لا تزال مخصصة للذكور في البرامج العسكرية.
  • جامعة الملك عبدالعزيز وبعض المؤسسات الخاصة بالتعاون مع جهات دولية تقدم تخصصات هندسة الطيران والعمليات الأرضية.
  • أكاديميات خاصة مرخصة مثل أكاديمية أكسفورد للطيران (Oxford Saudia) فتحت أبوابها أمام الفتيات تدريجيًا منذ عام 2019.

شروط القبول للبنات في تخصص الطيران – 1447هـ:

تختلف الشروط حسب نوع التخصص (طيار، هندسة، مراقبة جوية)، لكن هناك شروط عامة مشتركة لا يمكن تجاوزها:

  • أن تكون المتقدمة سعودية الجنسية.
  • أن تكون حاصلة على شهادة الثانوية العامة (علمي) بنسبة لا تقل عن 85%.
  • اجتياز اختبار القدرات العامة والتحصيلي بنسب تحددها الأكاديمية.
  • أن تكون خالية من الأمراض أو العاهات الجسدية، واجتياز الفحص الطبي للطيران المعتمد من GACA.
  • أن تجيد اللغة الإنجليزية (شرط أساسي)، وقد يُطلب درجة لا تقل عن 5.5 في IELTS.
  • ألا يقل العمر عن 18 سنة، ولا يزيد عن 23 سنة عند التقديم لبرامج الطيران العملي.
  • اجتياز المقابلة الشخصية واختبار القبول الداخلي الذي يشمل قدرات ذهنية وتركيز وسرعة بديهة.

أنواع التخصصات المتاحة للفتيات في مجال الطيران:

ليس الطيران مقتصرًا على قيادة الطائرات فقط، بل يشمل مجموعة من التخصصات الفنية والإدارية التي يمكن للفتيات الالتحاق بها، مثل:

  • تخصص الطيار التجاري: يُدرس في الأكاديميات المعتمدة، ويؤهل للحصول على رخصة قيادة طائرة بعد عدد محدد من ساعات الطيران.
  • هندسة الطيران: دراسة تصميم وصيانة الطائرات، وتتوفر في جامعات محلية ودولية.
  • المراقبة الجوية: تخصص يتطلب دقة تركيز عالية، ومتاح للفتيات في الأكاديمية السعودية للطيران المدني.
  • العمليات الأرضية وإدارة الحركة: يشمل تخطيط الرحلات، وإدارة المطارات، والتنسيق الفني.
  • السلامة الجوية: إدارة نظم الأمان والتدقيق على جودة الطيران والمطارات.

مزايا قبول الفتيات في هذا التخصص:

التحاق الفتيات بتخصص الطيران لم يعد مجرد رمز، بل يحمل مزايا تعليمية ووظيفية واعدة، منها:

  • فرص وظيفية مرتفعة داخل المملكة وخارجها في ظل توسع قطاع الطيران.
  • رواتب تنافسية تصل إلى عشرات الآلاف شهريًا، خاصةً في مجال قيادة الطائرات والمراقبة الجوية.
  • فرصة للابتعاث الخارجي بالتعاون مع شركات الطيران والمؤسسات الأكاديمية العالمية.
  • مكانة اجتماعية مرموقة تعزز ثقة المرأة بنفسها وتحفز الجيل القادم من الفتيات.
  • تمكين حقيقي للمرأة في أحد أكثر القطاعات احترافية وصعوبة في العالم.

تحديات لا تزال قائمة أمام الفتيات الطامحات للطيران:

على الرغم من الانفتاح، لا يزال الطريق مليئًا بالتحديات التي تتطلب وعيًا ودعمًا مؤسسيًا ومجتمعيًا، ومن أبرز هذه التحديات:

  • ارتفاع تكلفة الدراسة (تتراوح من 250 إلى 400 ألف ريال سعودي في بعض الأكاديميات).
  • ندرة المقاعد المخصصة للفتيات مقارنة بالذكور في بعض المؤسسات.
  • تحديات اجتماعية مرتبطة بالعمل في مهنة غير تقليدية للمرأة، خاصةً لدى الأسر المحافظة.
  • قلة البرامج الجامعية الحكومية المتخصصة في هذا المجال حاليًا.
  • ضرورة الاستمرار في تحديث السياسات لتوسيع الفرص أمام الإناث بشكل رسمي ومنهجي.

مبادرات حكومية لدعم الفتيات في تخصصات الطيران:

دعمت جهات حكومية ومؤسسات وطنية هذا التحول وسعت إلى تسهيل الطريق أمام الراغبات في دخول مجال الطيران، حيث تشمل:

  • هيئة الطيران المدني تقدم برامج تدريب للإناث في المراقبة الجوية والسلامة.
  • أكاديميات مثل “أكسفورد السعودية” توفر برامج للنساء بخصومات وتعاون مع جهات تمويل.
  • رؤية السعودية 2030 تدفع بالمساواة في الفرص المهنية والتعليمية عبر جميع القطاعات.
  • مبادرات الابتعاث التي أطلقتها “مسك الخيرية” وغيرها تشمل تخصصات الطيران للفتيات.

فتح تخصص الطيران للفتيات في السعودية.. تجسيد لرؤية وطنية تؤمن بكفاءة المرأة

فتح تخصص الطيران أبوابه للفتيات لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو تجسيد لرؤية وطنية تؤمن بكفاءة المرأة وقدرتها على خوض غمار التخصصات الدقيقة والمعقدة. ومع اقتراب موسم القبول لعام 1447هـ، يتعيّن على الفتيات الطموحات الاستعداد جيدًا، ومواجهة التحديات بالإصرار والمعرفة. ورغم وجود بعض الغموض في بعض الجوانب، من الواضح أن مدرجات الطيران أصبحت جاهزة لاستقبال أجنحة نسائية جديدة قادرة على التحليق بثقة واحتراف.