ساخنة ومصيرية المشاط: التحول نحو الطاقة النظيفة يعزز العمل المناخي ويدفع لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في جلسة بعنوان «متابعة مسار تحول الطاقة» ضمن فعاليات اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي التي انعقدت في مدينة تيانجين الصينية تحت عنوان «السياسات الاقتصادية المرنة لمواكبة التغييرات العالمية». تأتي هذه المشاركة في إطار دورها كرئيس مشارك لتلك الاجتماعات، حيث ناقشت خلالها أهم محاور التحول في قطاع الطاقة وأثرها على التنمية المستدامة.
تأتي هذه الجلسة في سياق التحديات الراهنة التي تواجه الاقتصاد العالمي، حيث يتطلب الأمر تكاتف الجهود بين الحكومات والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص لتسريع وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة وتعزيز الاستثمارات في هذا المجال. كما ركزت الجلسة على أهمية الشراكات الدولية في دعم التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل، مع تسليط الضوء على التجارب الناجحة التي يمكن أن تلهم الدول النامية.
من نفس التصنيف: بيكهام يُمنح لقب سير قبل مباراة الأهلي
اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي
شهدت الجلسة مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم محمد أبو نيان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أكوا باور في المملكة العربية السعودية، وبانغ شياوقانغ، رئيس مؤسسة الشبكة الحكومية الصينية. وقد أدار الجلسة جون دفتيريوس، عضو مجلس الحوكمة في منظمة الأمم المتحدة “للجميع” في فيينا، مما أتاح حوارًا غنيًا حول مستقبل تحول الطاقة وأدوات دعمه.
مقال مقترح: الأهلي يتوصل إلى اتفاق مبدئي مع منتخب فلسطين حول وسام أبو علي
التعاون المشترك بين المؤسسات الدولية
أوضحت الدكتورة رانيا المشاط خلال كلمتها أن التعاون بين المؤسسات الدولية يشكل دافعًا رئيسيًا لتحقيق التنمية في الظروف الراهنة، خصوصًا في مجالات جذب رؤوس الأموال وفرص التنمية. وأكدت أن هذه الشراكات تلعب دورًا حيويًا في دعم القطاع الخاص، سواء على مستوى الشركات الكبرى أو الشركات المحلية التي تُسهم في خلق فرص عمل وتعزيز التنمية المستدامة داخل الدول.
جهود التحول نحو الطاقة النظيفة في مصر
تطرقت وزيرة التخطيط إلى جهود مصر في مجال التحول إلى الطاقة النظيفة، مشيرة إلى أن مصر وضعت هدفًا واضحًا ضمن مساهماتها المحددة وطنيًا (NDCs) يتمثل في الوصول إلى 42% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. وأكدت أن هذا الهدف يتعدى البعد البيئي ليشمل البُعد الاقتصادي، من خلال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وحشد التمويل منخفض التكلفة، وهو أمر بالغ الأهمية لمصر.
أهمية التكامل الإقليمي في مجال الطاقة المتجددة
أشارت الدكتورة رانيا إلى المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي» التي دشنتها مصر، والتي أصبحت نموذجًا رائدًا عالميًا في حشد الاستثمارات المناخية، حيث نجحت خلال عامين ونصف في جذب تمويلات ميسرة بقيمة 4 مليارات دولار للقطاع الخاص لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة. كما أبرزت أهمية التكامل الإقليمي من خلال مشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، الذي يعزز الاستقرار الطاقي في المنطقة ويفتح آفاقًا جديدة لتصدير الطاقة إلى دول الجوار.
وأشارت كذلك إلى التعاون مع جمهورية الصين في مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى الشراكات متعددة الأطراف التي تدعم أهداف الطاقة في مصر. وشددت على ضرورة التوسع في آليات التمويل المبتكر لجذب المزيد من رؤوس الأموال الخاصة دون تحميل الدول النامية أعباء إضافية، مع إبراز الدور المهم لمؤسسات التمويل الدولية مثل مؤسسة التمويل الدولية IFC، وبنك الاستثمار الأوروبي EIB، ومؤسسة التمويل البريطانية BII في تمويل القطاع الخاص وتوفير الضمانات اللازمة.
واختتمت وزيرة التخطيط بالتأكيد على أهمية تسليط الضوء على قصص النجاح الملهمة التي تعزز الثقة في النموذج التنموي القائم على الشراكة. وأوضحت أن التحول في مجال الطاقة لا يقتصر على خفض الانبعاثات فقط، بل يشمل خلق فرص عمل، وزيادة الإنتاجية، وتحقيق معدلات نمو أكثر شمولًا، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة التمويل في الأسواق الناشئة.
من جهة أخرى، نشر المنتدى الاقتصادي العالمي عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي فيلمًا ترويجيًا يسلط الضوء على تصريحات وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي حول التحول الأخضر في مصر، مما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بهذا الملف الحيوي.